Advertisement
Guest User

Untitled

a guest
Nov 23rd, 2017
59
0
Never
Not a member of Pastebin yet? Sign Up, it unlocks many cool features!
text 66.84 KB | None | 0 0
  1. أنا متمم بن عقال بن أصف ألقب بالخظردِ من سكان دولة إرم واللتي توصف بذات العماد وذلك لكثرة الأعمدة المحيطة بها واللتي كانت تحمي المدينة من الفيضانات والأمواج القوية والمد والجزر وغزو الغزاة الطامعين في أرضنا وعلمنا حيث أن الدولة هي عبارة عن جزيرة واحدة توجد فيها ثلاث مدن مناطق كل منطقة منها تشكل ثلث من مساحة تلك الجزيرة اللتي ليس كمثلها مثيل في الأرض كافة حيث تحيط بها المياه العذبة من كل جانب فكان يصب فيها أربعة أنهار وهي نهر جيحان من المشرق ومن الشمال نهري دجلة والفرات ومن الغرب نهر سيحان أما في الجنوب فكان نهر ريعان وهذا النهر كان ينبع من بحيرة ريعان واللتي كانت في أعلى جبل في أرم وهو جبل منيف وهذا الجبل يتوسط دولتنا وللثلاث مناطق مدينة رئيسية لكل منطقة ومدن وكل مدينة من تلك مدن الرئيسية كانت بأسم المنطقة اللتي تكون هي عاصمتها وكان للكل منطقة حكم وقانون مستقل في بعض الأمور لكن الحكم العام والإدارة الكاملة لدولتنا كان في الشمال في منطقة أرم ومدينتها أرم تلك المدينة من أجمل وأرقى وأحدث مدن الأرض فقد وصل فيها أجدادُنا إلى درجةً من العلم لم يصل إليها أحدٌ من البشر وكنا أعلم أهل الأرض قاطبة وأصبحت أولى أولويات هذه المدينة وأهلها العلم وكان أعلى سلطة لدينا في الحكم هي للحاكم المُنتخب من بين أعضاء مجلس الحكماء الذي يضم أعظم العارفين وكبار المعلمين في شتى العلوم
  2. أما في الجنوب الشرقي فكانت
  3.  
  4.  
  5.  
  6. وقد كنت أنا وزملائي من أفضل ما أنجبت هذه المدينة في زمانينا وقد أمر الحاكم عياد وكان من أفضل وأحكم من حكموا هذه المدينة منذ زمنٍ بعيد بأنه ينبغي أن لايكون هذا العلم محصوراً في العالم كله على هذه المدينة
  7.  
  8. وأهلها فقط بل ينبغي أن يُنشر للعالم كله وتكون كل مدن العالم مثل هذه المدينة ورحب مجلس الحكماء بهذا الرأي وقد كانت المدينة ترسل بعثات في الماضي لمعرفة التضاريس ورسم الخرائط الأرض ومعرفة ثقافة الشعوب وتحديد أماكنهم وتعلم لغاتهم
  9.  
  10. دون التدخل في أمورهم أي أمور سكان المناطق الأخرى وكان كل هذا يحفظ في سجلات مكتبتي أرم وكانت لدينا مكتبتان عظيمتان تظمان كل تاريخ الأرض كافة بجميع الشعوب وكل العلوم اللتي عرفت من قبل البشر فالمكتبة الأولى كانت المكتبة العامة اللتي فيها جميع الكتب الحديثة واللتي تعتبر نهاية ماوصلنا إليه من العلوم واللغات المستخدمة في حيتنا اليومية وكانت متاحة للجميع أما الأخرى فكانت المكتبة الخاصة وكانت تضم مخطوطات وكتب قديمة للعلوم الأولية ولغات قديمة قد دثرت وتواريخ غابره وخبرة كل عضو من أعضاء المجلس السابقين وكل من حكمو في الماضي إلى هذه الأيام وكانت هذه المكتبة خاصة بأعضاء مجلس الحكماء والحاكم فلا يدخلها أحد غيرهم أو بأذنهم وكانو يسمحون لمن أتم التعليم الدخول لها ورأيتها لمرة واحدة فقط
  11. فقرر مجلس الحكماء والحاكم عياد أنتخابي أنا وبعض من زملائي اللذين أخذو الإجازة في ذلك العام ولم يكن الأختيار على كل من أجيزو في ذلك بل بعضهم لهذه المهمة وكنت القائد عليهم لكوني أفضلهم وأكثرهم حلما وعلما وما يميزني قياديتي وقد أختار مجلس الحكماء أن تكون أول منطقة هي منطقة أيريدوكيا وأهل البادية فيها من نقوم
  12.  
  13. معهم بهذه التجربة وكان سبب اختيارهم لها هو لقربها الشديد من مدينتنا وكانت هي طريق أهل أرم لبقية العالم في الشمال والغرب إذ كان لبد لمن أراد الذهاب من أرم إلى الشامة أو مصر أو القدوم منها فلابد أن يمر بأيريدوكيا وسوء طباع إهلها وهمجي تهم فكان لباسهم بجلد الحيوانات ومحددا في ستر عوراتهم فقط لاغير ولا يعرفون اللباس غير هذا فكان هو سترهم في أبرد الأيام وأحرها ولا يطبخون طعامهم بل كانو يأكلونها كا البهائم وكانو يأكلون حتى الجيف فكانو ولا يعرفون الأغتسال أبدا فكانو لاينضفون إلا حين يعبرون نهر الفرات ونادرا مايحدث هذا فكانو كثيري الأمراض والسقم فلم يكن لهم علم بلطبابة والتداوي من الأمراض أو حتى بيوت سوى
  14.  
  15. عشش يستضلون بها وينامو تحتها فإذا أتت الرياح طارت بيوتهم وكان الأقوياء منهم يكونوا سادت في قومهم وكانوا يقيمون في الكهوف وكان بقية القوم يخدمونهم هذا ماكنت أعلمهم عنهم وأنا في أرم قبل ذهابي أليهم
  16. حين وصلنا إلى هناك قمنا بوضع مخيمنا جنوب منطقتهم فكانو هم شمالنا وأرم جنوبنا وبدأنا في محاولة التواصل معهم وتعليمهم فكانو ينفرون منا ولم يرغبوا بالإقتراب منا وكانوا ينفرون من أماكن تواجدنا فلم نجد سبيلاً إليهم ولا إلى سادتهم ولا من ضعفائهم حتى بدأت خيبة الأمل والهم يعتليني فكنت أتألم مما أراه من حالهم وضياع عمرهم فأنني لا أريد أن أعود بخيبة أملٍ لأنني أيضاً مُحب للفكرةِ التي وضعها الحاكم عياد وبينما أنا قاعدٌ بهمي وألمي على حالي وحسرتي على حالهم فقد مضت بضعة أيام على قدوما ولم نصنع شئًً فلم أنم جيدا في تلك الليلة لكثرة تفكيري بحالهم وكيف نصنع لهم وحين شرقت الشمس خرجت أمشي لوحدي أفكر بهمي إذا بي أسمع
  17.  
  18. أصوات أطفالهم يلعبون فرأيت أن هذا هو الطريق إليهم فأني أعلم إن الأطفال سريعون في التعلم ومحبون للخيال واللعب فقمت أصنع الألعاب من الخشبِ تماماً كتلك التي كنت ألعب بها أيام الصبى.وبدأت ألعابهم ثم أحضرتهم إلى مخيمنا
  19.  
  20. وقمنا بصنع الحلوى لهم وقمنا بعد ذلك بتعليمهم كيفية صنع هذي الألعاب والحلويات فأهل منطقة بابل لا يعرفون هذه الألعاب ولا الحلوى
  21. فإذا بل الأطفال يحبوننها ويتعلقون بنا ويتعلمون منا بسرعة رائعة كيفية صناعتها فقمنا بقص وتقصير بعض من ثيابنا الكثيرة اللتي جلبناها معنا من أرم لتتناسب مع هؤلاء الأطفال وألبسناهم إياها بعد أن قمنا بغسلهم وتطيبهم بأجمل الروائح اللتي نملكها فأصبحت أشكالهم رائعة وريحهم طيبة فحين بدأت الشمس بالغروب إذا بأمهاتم قدمو لصطحاب هم إلى مسكنهم فسعدو بجمال أطفالهم فتبسمو لنا وألاحو لنا بأيدهم كشر لمافعلناه لأطفالهم فأمرت من معي أنه يجب أن نجهز للغد ونفكر ماصنصنع لجذبهم إلينا أكثر حين غابت الشمس تماماً وظهرت النجوم في السماء لم يكن هناك شئ ينير لنا سوى النار الموقدة في منتصف مخيمنا اللتي أستخدمناها لصنع الحلوى لأطفال منطقة أيريدوكيا فأضئنا شموس الليل التي جلبناها معنا من أرم لتضئ المكان فكانت تلك أول ليلة نستخدمها فيها منذو مغادرتنا أرم لأن لها ضوء قويا فلم نكن بحاجتها قبل تلك الليلة كنت قاعدا أنظر إلى النار وأفكر في ماذا صنصنع غدا ثم أخذت نظرت سريعة على جميع زملائي وأخذت أفكر في سبب أختيار مجلس الحكماء لكل واحد منهم ماذا ستكون الفائدة منه في هذه المهمة ثم نظرت مرة أخرى على كل واحد كانت أتينا و رعد يتبادلان الحديث عن ماذا سيصنعون في الغد كانا هناك على الجهة اليمنى من النار كانت
  22. (أتينا أعلم من في أرم في فن الحُكم وعلم التييس
  23.  
  24. ومجالس الشورى وأما بالنسبة لرعد فهو من أعلمنا في فن الفلك و علم الهيئة وهي مختصة بمعرفة أحوال الأجرام السماوية وتوابعها على الأرض وأما أنا فيمكنني أن أكون معلماً للتعليم هذه العلوم ومباحثها
  25.  
  26. ولكنني لستُ كأصحاب هذا الفن فعلمي واسع ومتسع لفهمها وشرح خفايها ولكنه مقيد أي من ناحية عملية فلست كأتينا في علم الحُكم والتسييس أو كرعد في علم الهيئة والأفلاك السماوية)
  27. ( أما سبب اختياري قائداً لهذه الحملة لأنني أملك رؤية)
  28.  
  29. ثم حركت بصري إلى اليسار قليلا وكان منير مقابل لي والنار بيني وبينه وكان محتبئ مثل قعدتي وينضر إلى النار إذا بي ألمح تحركات بين الأشجار من خلفة فخفت أن تكون تلك التحركات لقوم أيريدوكيا أن يكون سأهم مصنعناه
  30.  
  31. بالأطفال وأتو إلينا لليطردونا من أرضهم لأن تلك كانت الجهة اللتي يقيمون فيها من خلف منير فقمت أتهامس مع كل زملائي أن يبقو أسلحتهم في متناول أيديهم وإذا هوجمنا يستخدموها لتروعيهم فبقينا على حالنا وبقية حركاتهم بسيطة بين الشجر فقلت لمن معي لو أرادو مهجمتنا لفعلو فأخبرتهم أن يبقو على حالهم وأنا سأذهب وأستطلع مابهم ثم ذهبت وتسسلت أنا من خلفهم حاملا معي سلاحي وأحدى الشموس الليل لكني لم أقم بتشغيلها
  32.  
  33. حتى لا يروني وأنا أتسلل فلما أصبحت خلفهم أنهم لم يكونو سوى فتية وفتيات خرجو في الليل ليتزاوجو فهم كانو يفعلون ذلك كل ليلة لم يكن أي أحد من أهل أيريدوكيا له أب إذ أنهم كانو كل ليلية يخرج فتيانهم وفتاياتهم ليتزاوجو فكان الفتى منهم يقع على واحدة أو أثنتين على قدر عزمة والفتات منهم كا ذلك ويفعلون ذلك كل الليلة كا البهائم لذلك لا يعرف أحد منهم من
  34.  
  35. أباه
  36. فكان من شدة الأنوار اللتي سطعت من مخيمنا في تلك الليلة فأتو ينظرون ماذا نصنع فقمت بدعوتهم أن يأتو للأنضمام إلينا في المخيم وأخبرتهم أن الطعام وفير فوافقو على ذلك فقمت بأشعال شمس الليل اللتي كانت معي لكي نرا الطريق بها فسقطو ساجدين بتتابع فتعجبت في نفسي فسألتهم لماذا فقالو ألستم أنتم من خلق الكون وتحملوا الشمس والقمر بأيديكم فضحكت وقلت
  37.  
  38. لأحدهم أن يأتي ليحمل الشمس الليل عني فخاف وقلت له لاعليك فما أن رفعت يدي عناها بعد أن ناولته أيها حتى ألقى بها من شدة خوفه انها ساتحرقة وبتعد فحملتها مرة أخرى وطلب مني أحدهم أن يحملها
  39.  
  40. فأعطيته أياها فحملها بدون خوف لقد كان شجعا بنسبة لهم وكنت أراه ذكيا فأردت أن أتا أكد من ذكائة فسألت لماذا لم تخف فقال رأيتك تحملها بدون أن تحترق وحملها صديقي ولم يحترق بل ألقاها من خوفة
  41.  
  42. وأنت مثلنا بشر لافرق بيني وبينك سوا أنك تضع لباسا على جسدك غير لباسنا فسألته لماذا سجدت لي قبل قليل فقال حين رأيتك تخلق الشمس قبل قليل كنت أتسائل في نفسي كيف فعلت هذا لكن حينما سجد الجميع لك
  43.  
  44.  
  45. خفت وسجدت معهم فقلت في نفسي أنه استطاع أن يقيس بيني وبينهم في الشكل والصورة والفرق هو في لباسي فلو وُلِدَ في أرم لربما كان اليوم معنا في هذه الحملة فيظهر عليه الفطانة وحب المعرفة فقد تسأل في نفسه عن شمس الليل رغم أنه يعيش في بيئة
  46.  
  47. بدائية فنظرت فيه طريقا لنا لشعب أيريدوكيا
  48. فاولعه للمعرفة سيجذبة إلينا وتطور حاله سيجلب لشعب أيريدوكيا التغيير فكنت أنظر فيه أنه سيكون أعلاهم شئنا إذا فرغنا من تعليمهم رغم أنه يبدو عليه الخوف من مخالفة الجماعةِ ولعل هذه أحد الأسباب التي جعلته يعيش وينجو من
  49.  
  50. المخاطر كل هذه المدة فهو أفضل من صاحبنا شبه النائم مُنير فهو كسول وأراه طوال الوقت جالساً منذو أن أخذنا دروس التأمل من كبير المعلمين شداد وهو يضيع كل وقته في التأمل فقد كان من مافهمناه في تلك الدروس أن تأخذ وقت كافي من التفكير وتنظر فيه من كل جانب قبل الحكم على شئ أو عمل شئ أو صناعة شئ ما فهو الآن يضيع جل وقته في التأمل حتى أصبحت أرى فيه أنه ينسى حاضره أو حتى مكانه ولا أعلم لماذا قال المعلم شداد عندما قال عنه بأنه ليس سريع البديهة ولكنه عميق الروح والمعرفة
  51. فلم أفهم المعلم في تلك ولم أفهم كلام حين قام يتحدث أمام المعلمين في أختبار الإجازة اللتي حصل عليها من أرم حيث قال مُنير أن للإنسان طبيعتان الحب والكراهية فإن طغت الكراهية على الحب فالطبيعة سوف تكون ضده ولن يستمر في هذه الحياة وكل المصائب سوف تلاحقه
  52. أما إن طغت الحب على الكراهية سوف يتحد مع الطبيعية ويصبحان شخصاً واحداً
  53.  
  54. أتذكر مُنير قال لي ذات مرة "أنت مثل جميع من في الكون، تستحق حبك وعاطفتك.“
  55.  
  56. (ولا أعلم لما أمر الحاكم عياد و المعلم شداد بأن يكون مُنير معنا في هذه الحملة فأقواله مجرد أحلام وقصص تصلح للأطفال عند النوم)
  57.  
  58.  
  59. فسألت الفتى اللذي من أيريدوكيا فقال لي أن أسمة سيث فدعوته ودعوتهم للأنضمام إلينا فقدم سيث وتبعهم البقية فرحب بهم الجميع فاسُألنا من فتية أيريدوكيا عن مكان قودومنا فأخبرنا هم أننا قدمنا من مدينة أرم فكانت السماء صافية في تلك
  60.  
  61. اللية نسطاطيع من خلا لها رأيت أنوار المدينة فأخبرتهم أن النور اللذي يرونه الآن من الجنوب وأشرت لهم بأصبعي إليه تلك نور مدينتا فسألني أحدهم إن كان عندنا ليل فأجبته نعم أن الآن وقت عندنا ليل أيضاً فقال كيف يكون عندكم ليل وشمس تنام عنكم فضحكت وضحك جميع من معاد قوم أيريدوكيا ومنير فقد أستطاع أن يمسك نفسه ثم أمسكت نفسي عن الضحك gggg ولم يأتكم لليل
  62.  
  63. فأخبرته أن شمس الليل نستخدمها كما أستخدمها أنا الآن لكي أرى طريقي في الليل أما في المدينة فهي مشعلة على دوام حتى لايكون عبئ الناس حملها طوال الوقت وعندما نذهب للبيت فنحن لا نرى ضوئها
  64.  
  65. فسألني ما البيت فاوصفتها لهم أنها مباني نبنياه لنقي أنفسنا وتتستر ونسكن ونستقر بها فقمت أصف لهم المدينة وكيف أنها عبارة جزيرة وأن كل الجزر تحيط بها المياة من كل جانب وأن المياة تكون مالحة إلا
  66.  
  67. في جزريتنا لأنها لم تكن كأي جزيرة عرفها البشر من قبل حيث تحيط بها المياه العذبة من كل جانب فكان يصب فيها أربعة أنهار وهي نهر جيحان من المشرق ومن الشمال نهري دجلة والفرات ومن الغرب
  68.  
  69. نهر سيحان وأشرت إلى كل جهة حتى يعرفوها فقال أحدهم كيف يكون نهري دجلة والفرات في الشمال وهم هنا فأخبرته أنه في الشمال من مدينتا فبدأ يغلبهم ويغلبو الجميع النعاس فأخبرتهم أن يأتو إلينا غدا
  70.  
  71. وسنعلمهم كل مانعلم وأهديناهم بعض من ثيابنا وعلمناهم كيف يلبسونها وذهبو فأخبرت زملائي أن عليهم الأستعداد في الغد سوف نبني لنا مساكن هنا بدل من هذي الخيام فقد بدأت مهمتنا
  72.  
  73. وفي اليوم التالي شرعنا في بناء مساكن لنا وأتى الناس ينظرون مانصنع فهم لايعرفون قطع الخشب ولا حتى كسر الصخور أتى سيث يسعدنا ويتعلم منا فتبعه الآخرين واحدا تل والآخر حتى حضرو جميعا
  74.  
  75. فقررنا أن نبني قاعة كا تلك اللتي كنا نتعلم فيها في مدينتا ورأيت أن تكون أجمل منها فشرعت بتراء و رعد في رسم مخطاطات تلك المباني لأنهم كانو من أفضلنا في رسم المباني والتخطيطات الهندسية وعملنا
  76.  
  77. عليها يومين كاملين وفي وقد وزعنا المهمام في بيننا (كلن على مايهوى ويبدع به ) وقد قسمنا كل من أتى مع سيث إلى مجموعات قام بتدريبها كل مجموعة منا وفي فجر اليوم الثالث حضر الجميع معادا سيث
  78.  
  79. تغيب فسألت عنه لأنه كان الأفضل فيهم حيث أنه تعلم منا بعض لغتنا وكتابة بعض الحروف حيث رأينا أن نستخدم حروف لغتنا على لغة أهل بابل إذ لم يعرفو الكتابة في لغتهم أبدا فسألتهم عنه قالو أن أمه
  80.  
  81. تموت فا سألتهم وكيف ذاك فقالو أنها مصابة بمرض الموت كنت أتمنى أن أعرف صفات المرض حتى أجهز العلاج اللازم له لكن دون جدوا فسألتهم أين هم فأتى أحدهم يرشدني فذهبت إليهم وكانو مقيمين
  82.  
  83. تحت شجرة وكانت هي أجمل من رأيت من نساء أولئك القوم رغم قذارتهم وسعد سيث برؤيتي فأخبرته أني أريد أن أفحص والدته لي أرى مابها من مرض فقال لي أنه الموت ولا سبيل منع الموت فقلت له لا
  84.  
  85. عليك فسمح لي وبدأت أشرح له أن الناس تصيبهم الأمراض إذا تداو منها وعتنو بصحتهم قليلا سلمو وعاشو فارأيت أن الحمى قد غلبت عليها فكنت أحمل معي الخبز العفن لأداوي مثل هذي الأمراض فوضعت
  86.  
  87. الخبز على جبينها فأهل هذه المنطقة متوسط أعمارهم الثلاثين أو الخمسة والثلاثون فإما أن يموتوا من الأمراض أو القتال فيما بينهم أو الجوع ؤأخبرته أنه من أفضل نقلها حيث ستكون المؤن وفيرة كما أنها لن
  88.  
  89. تتعرض لهبات الرياح التي مع حرارت جسمها ستزيد من سوئ حلتها فسألني كم يوم ستبقى أمي على هذه الحالة فأخبرته بعد ثلاثة أيام ستعود كما كانت فتعجب من ذلك لكنه وافق على ذلك فأرسلته إلى مقر
  90.  
  91. إقامتنا وقلت له أذهب أخبر رعد لأنه هو من ينوبني في غيابي أني أريده أن يرسل أحدن من الموجودين بالعربة لأني أريد أن أنقل بها أمرأة مريضة فاأرسل أينوا يقود تلك العربة وكان أينوا أقوانا بدنيا ولم
  92.  
  93. يهزمه أحد في مصارعة قط فأتني مسرعا وحملها إلى العربة ونقلناها إلى المخيم حتى نستمر في مداوتها هناك وكنا نستمر في عمل البناء وكنت أتى بين فترة وأخرى لأطمأن على حالها حتى إذا قضيت الأيام
  94.  
  95. الثلاث عادت بكامل صحتها فشكرتنا على ماصنعناه وسألتنا ماذا نصنع عندما رأت من يقوم بقطع الخشب ويكسر الصخر فا أخبرتها أننا نبني لنا مساكن وقاعة نريد أن نعلم الناس فيها فقالت هل تعلمون الأطفال
  96.  
  97. والفتيان فقط ؟ فقلت لها لا بل الجميع حتى كبار وقالت هل إذا تعلمنا سنكون مثلكم قلت طبعا بل أفضل منا إذا وضعتم أولوياتكم للتعلم وذهبت وفي اليوم التالي حضرت ومعها كل رجال والنساء في المنطقة
  98.  
  99. فحين نظرت إليهم وإلى عددهم الكبير فقد أنجزنا بمساعدتهم القاعة المخصصة للتعليم في يوم واحد وأدركت أن المساكن ستنجز سريعا فقلت في نفسي لا يحق نبني مساكن لنا وهم من قامو ببنائها ننام نحن فيها
  100.  
  101. وهم ينتمى في العراء فقلت فذهبت للبتراء وهرمس وأخبرتهم أنه يجب أن نبني مساكن لهم قبل أن نبني لأنفسنا فالخايم تسترنا أما هم فلا شئ يسترهم ‏‫فأخبراني أن هذا صعب جدا فجميع الموارد اللتي جمعناها
  102.  
  103. وصنعناها للبناء لا تكفي حتى عشر مساكن كل هؤلاء فبقيت أفكر كيف نصنع إلى أن أشرت عليهما نبني ملجئ كبيرا سيضمهم ويضمنا جميعا فقالا لا بأس بهذا لكن يجب أن يكونو قد تعلمو الأغتسال ولبس
  104.  
  105. الثياب فأمرتهم أن يبدئا في رسم تصميم له وأن يكون به نقوش جميلة حتى يعجبهم المقام بها حتى نفرغ من المساكن المنفصلة وتكون بجوار قاعة التعليم فشرعا برسمها أما أنا والبقية فنذهبنا لنسج الثياب لهم
  106.  
  107. وتعليمهم كيفية ذلك وتعليمهم الأغتسال والنضافة والتطيب وبدأنا بعد في عملية البناء وكان كل يوم يتوافدون إلينا المزيد من الناس فقمنا نعلم من نرا فيهم قوة جسدية الصيد وأستعمال أدوات الصيد حتى يعينو
  108.  
  109. أينوا على سد أحتياجات جميع الموجودين من الطعام والشراب كانو جميعا سعيدين بتغيرات اللتي صنعناه لهم ومحبين لها وبعد أسبوع من بدأ توافدهم سمعت صراخ وذهبت وكان قد حضر ستة أشخاص سمان
  110.  
  111. عراه أشبه مايكونو بل خنازير وأفعالهم كانت توحي بهذا ورآحتهم أيضا يخربون ما كان الناس يبنونة ويمزقو ثيابهم ويضربون هم ويصرخون بأصواتهم عليهم فأردت أن أسألهم لماذا يفعلون هذا لكن أينوا
  112.  
  113. منعني وذهب هو لكن قامو بضربة ليفرضو هيبتهم وسطوتهم علينا أيضاً فاحولت أن أتتدخل لأ منعهم خوفا على أن يصاب بل أذى لكنه قام برفع يده أن أتوقف فنظرت إليه وقال أنا في أفضل حال هل أرد عليهم
  114.  
  115. وكان يقصد أن يقوم بضربهم فقلت له أنتظر وسألتهم ماذا تريدون فقالو أن هؤلاء وأشار إلى قومه اللذين أصبحوا يقيمون معنا ويتعلمون منا أنهم لم يجلبو لهم الطعام ولا حتى الشراب فقلت ولما يخدموكم فقال
  116.  
  117. نحن الأقوى منهم وسادتهم وعلى كل فرد أن يجلب الطعام والشراب لنا لحمايتهم فقلت وكيف تحميهم وأنت من يهاجمهم قال لأنهم يتحدوننا وكيف ذاك قال من لايحضر لأحدنا الطعام والشراب يرى أنه ضعيف
  118.  
  119. ولايقوى على الحماية وهو يرى نفسه جديرا بذلك فيتحداه فيذهب الحامي إليه وينازلة ومن ينتصر يكون هو الحامي فقلت له ومن وضع هذي القوانين قال تلك القوانين ورثناها من قبلنا وهذا ماتفعله الأسود
  120.  
  121. القوية فأخبرته أن هذا ليس سوى أسلوب لتعيش الحيوانات به وليس البشر فقال لي هل تهزأ منا هل تريد أن تتحدانا ؟. فقلت له أنا لا أتحداك فلست طامعا بما تملك لكن ليس هاكذا يحيى البشر ولكنه كما أخبرتك
  122.  
  123. أنفا أنه للحيوانات ويظهر لي التشابه بينكم وبين أقاربكم من القرود فغضب وقال لي أتسخر مماكنا عليه نحن وأهلينا السابقين تقدم للتتحداني فقلت أن هزمتم هذا وكانو ممسكين بعنقة فضحك فقال وهل نرى فيكم
  124.  
  125. جميعا ندا لنا فنضرت في أشكالنا وأشكال لإرى على ماذا يقيسو القوة فعرفت أنه يستهزء بضعف أجسمنا إذا كان يعتقد أن الأقوياء مثل له لبد أن يكونو سمانا فتبسمت كان ذلك الرجل طوال الوقت رافعا صوته
  126.  
  127. وقد صبرت أخذتهم بلين فمانفع معهم وكان أولئك القوم يرتجفون من الخوف فقلت لأينوا أريد هم محطة لسخرية وقلت لهم أن أينوا متحديكم فنظر إليه بستهوان فأسقطهم أينوا بسرعة وتفادا جميع ضرباتهم
  128.  
  129. فنهضو مرة أخرى وهجمو عليه جميعا في آن واحد فجعل بخفة يدية كل واحد منهم يضرب الآخر مما جعل الجميع يضحكون عليهم وبقيو هكذا حتى أرهقهم التعب والضرب وسقط كان أينوا يستفزهم وعندما
  130.  
  131. سقطو جعل يرقص أمامهم وتأخر الوقت في ذالك اليوم فلم يكن هناك وقت لأعطاء بعض الدروس وكان الجميع حاضرين هناك ويضحكون عليهم فقمت وقلت أن ماترونه الآن هو درس لكم ف الحياة ليست بل
  132.  
  133. قوة تحيون فيها وأنما بلعقل والفكر هذا أينوا لم يهزمهم لقوة جسدة بل بقوة عقلة فستحدم قوتهم لإسقاطهم فتعلمو أن تفكروا بعقلكم أولا واستخدموا عقولكم في جميع الأمور اللتي تنجزونها فذهبو اليوم وسنكمل
  134.  
  135. غدا وقمنا بأصلاح ما أتلفة أولئك في بقية ذلك اليوم وفي اليوم التالي أتونا أناس من مناطق أخرى يتوافدون إلينا فتعجبت فسألتهم قالو قد بلغنا ماتصنعون وماصنعتم وأنكم تعلمون الناس من علوم كم فنريد أن
  136.  
  137. نتعلم منكم وأنتم لا تكرهون أحدا على شئ لا يريده كما أن الأرض أجدبت ولم تنزل الأمطار علينا في العامين الماضيتين ونحن قوم من أهل الوديان في الغرب نجيدون الزراعة والبناء فقد كنا نبني السدود
  138.  
  139. والبيوت فأردنا أن نستقر بجوار النهر ومنطقة بها أشجار حتى يتوفر لنا المياه والخشب فلما بلغنا عن وجود قوم يعلمون الناس كيفية البناء ونسج الثياب ويحيون موتاهم أردنا أن نرا ذلك وكنا نوافلكم في الأيام
  140.  
  141. الماضية فلما رأينا صنيع كم بل أمس أدركنا أنكم تريدن منفعة الناس قبل منفعتكم فأردنا أن نقيم عندكم ونتعلم فقلت أنا نحن مقيمون هنا لتعليم الناس ولم نحدد فئة معينة بل لتعليم الجميع وقد نتعلم منكم أمورا
  142.  
  143. نجهلها فقال لبأس بذلك وشرعو من فورهم بنصب خيامهم وفي صباح اليوم التالي طلبت البتراء مني القدوم معها وذهبنا إلى سهل كبيرا جدا بجوار نهر الفرات وكان هرميس هناك ومعه بعض الألواح فأخبرتهم
  144.  
  145. لماذا أحضر توماني إلى هنا فقالت بتراء مارأيك أن نبني مدينة فالناس يتوافدون إلينا كل يوم وبمأن آخر قوم أتونا بأناس كثر وهم أهل زراعة وبناء وأهل البادية الآن يعرفون كيف يعدون عدد البناء ويبنون
  146.  
  147. بماتأمرهم ويدقنون فيه فقلت وهل رسمتم مخطاطت لها قالو نعم وقالو أنهم منذ زمن يحلمان ببناء مدينة فقلت دعوني أنظر في الأمر فنظرت المخطاطات فتعجبت من فراغ كبير فسألتهم عنه فقالا أنهم سيحولون
  148.  
  149. نهر الفرات إلى هنا حتى يساعدنا في البناء كما أنه سيكون قاطع لهذه المدينة من المنتصف وصنصنع الجسور ونبني ميناء بها حتى يكون الطريق منها للعودة إلى أرم والقدوم من هناك ونقل البضائع أيضاً فقلت
  150.  
  151. كيف ستكون؟ قالو سيكون في شرق من النهر سنبني قاعة للتعليم وبعض المساكن وفي الغرب سيكون السوق وبعض المساكن وفي الجنوب والشمال سنجعلها مزارع لأنها ستكون ممتدة على النهر فأخبرتهم أني
  152.  
  153. أرى غيره فقالو ماذاك قلت أن نبني قاعة التعليم ومجلس الحكماء ومسكن الحاكم في الشرق ويكون مجلس الحكماء برج شاهق الأرتفاع يبنى على تلك الهضبة ويكون هناك بعض المساكن للمعلمين وأعضاء
  154.  
  155. مجلس الحكماء أما في الغرب والجنوب والشمال فيكون كما أشرتم فقالا ولما نبني لهم مجلس للحكماء ومسكن للحاكم وهم حتى لايجيدون الكاتبة بعد فقلت لأنهم سيتعلمون وسيحتجونها وأتمنى أن يكون الوقت
  156.  
  157. اللذي سنقظية في البناء كافي لذلك وأريد أن تقارب في جمالها مدينتنا فسألني هرمس هل تريد أن تبنى من المعادن أو الخشب قلت ليس بهذا ولا ذاك بل بصخر والطين أريدكم أن تجمعو الطين على لبنات
  158.  
  159. وتوقدو النار فيها حتى تكون صلبة كصخر ونبني بها المدينة فقد بنية أرم بهذا في قديم الزمان قبل أن تكون على ماهي عليه الآن من ذهب وفضة كما أخبرنا معلمنا سواع فأريد منكم أن تكون كل القوالب للبنات
  160.  
  161. بمقاس ثابت حتى يسهل البناء وقيس المباني ومانحتاجه إليها من أعداد فبدأو بتجهيز هذه القوالب وأنا سأعرض الفكرة على الجميع حتى يرون إذا كانو يريدون بناء المدينة أم لا فقالا هم لم يرو مدينة في حياتهم
  162.  
  163. فكيف سيحكمون على ذلك ولماذا تريد أن نجهز القوالب دون أن يحكمو ما إذا كانو يريدون المدينة أم لا فقلت أهل بابل سيوافقون على مانراه أما أهل الوادي هم من قد يترددون في ذلك لكن لا عليكم سأقنعهم
  164.  
  165. بهذا لذا أبدو بتنفيذها ثم ذهبت وعرضتها على سيث وقومة فسعدو بها كثيراً وقالو هل ستكون مثل أرم فقلت سنحاول أن أجعلها أجمل فقالو كنا نحلم أن نكون من سكان أرم بعد قدومكم ووصفكم لها والآن
  166.  
  167. سيكون مدينة مثلها فنحن موافقون على ذلك ثم ذهمت وجمعت ساكني الوادي وأخبرتهم بنيتنا بناء المدينة فقال سيدهم قد بنينا في ديارنا أجمل المساكن والآن هي خاوية بعد أن جفت الأرض فتركنا ها خاوية
  168.  
  169. وأخشى أن يصيب هذي المدينة المثل فقلت أن هذه الأرض بها نهر جاري ولن يجف في عاما أو عامين وغير هذا فأن هذه المنطقة سيكون في جوفها الكثير من الماء لأن المطر دائم الهطول فقال لي هل الجميع
  170.  
  171. موافقون على هذا فقلت نعم فوافق فجمعت بعض من من يجيدون بناء السدود من أهل الوادي وبعض من تعلمو منا من قوم سيث وبدأنا في بناء السد وتحويل مسار نهر الفرات ثم بعد ذلك ببضعة أيام عادو إلينا
  172.  
  173. أولئك السمان يطلبون العفو منا والتعلم أيضاً فوافقت رثاءٍ على حالهم فقد بدا فيهم الضعف والهوان فهم لم يستطيعو الصيد لثقل حركتهم إذ أنهم قبل أن نعلمهم على أدوات الصيد فكانوا يصطادوا فريستهم بطرق
  174.  
  175. بدائية جداً عن طريق رمي الحجارة وقليلاً ما تنجح فلولا النهر واصطياد السمك إما بأيدهم أو بالحجارة وهي طريقة ناجحة أكثر من مطاردة الفرائس في البر ورميها بالحجارة ورغم اصطياد السمك يأخذ وقت طويل لكي تكفي المؤنة له أي للصائد
  176.  
  177. ولأمه ولأشباه القرود -أي سادتهم الذين تقاتلوا مع أينوا- وكذلك يعيشون على أكل الأعشاب ومشتاقتها فلولا ذلك لهلكوا عن بكرة أبيهم من شدة الجوع رغم أن بالفعل أعدادهم قليلة بسبب هلك مَن هلك منهم وأكملنا البناء في السد وتغيير مسار نهر
  178.  
  179. الفرات وعمل الجميع بقصار جهدهم للننجز بناء هذه المدينة فقد بنية في أسرع وقت ممكن وعلمناهم جميع ما نعلم حتى أصبحو يعرفون في الفلك والمواقيت والبناء وصناعة السفن والزواج والقراءة والكتابة
  180.  
  181. ومداوات مرضاهم وعلمناهم صناعة شمس الليل وكيف يتم تعبأتها ومقدار الطاقة اللتي يحتاجونها وبناء الطواحين على السد وتعبأت سائل الطاقة منها وقمنا ببناء بساتين متدرجة بين مسكن الحاكم ومجلس
  182.  
  183. الحكماء فكانت رائعة الجمال وبديعة المنضر وكان من قمة البرج نستطيع أن نرى أعمدة أرم الشاهقة وأمرت أن يختارو أعضاء لمجلس الحكماء فقالو نريدكم أن تكونو أعضاء فقلت لهم أنما نحن أتينا لنعلمكم
  184.  
  185. لتبلغو هذا المبلغ ونريدكم أن تكملو في علمكم فتكونو مثلا بعد ذلك وتذهبو لنشر العلم لغيركم كم فعلنا معكم فقالو أذن أشيرو علينا في من يكونون أعضاء للمجلس ومن يكون الحاكم فقلت قد لاترغبون بمن نختار
  186.  
  187. فقالو لم نرا منكم خطأ من قبل فقلت حسننا سأتشاور أنا ومن معي بهذا قام كل واحد من بتسمية بعض الأسماء فرأينا أن كل من يجتمع أسمه عند معضمنا نختاره ليكون عضوا في المجلس فقد كان معظم الأسماء
  188.  
  189. اللتي أختيرت من أهل الوادي أما قوم سيث فلم يختر منهم سوا سيث وثلاثة آخرون فقالو لي زملائي قد لايوفقون أهل البادية على ذلك فقلت لاعليكم فلدي فكرة بها نتأكد بن خلالها أن كل من أخترنا لهذا المجلس
  190.  
  191. هم أهل لهذا المجلس وكان أختيارنا لأعضاء المجلس للشباب فقط فجمعناهم وأخبرناهم بأسماء أعضاء المجلس ففرحو أهل الوادي أن أغلبية هذه الأسماء منهم فبقي سيث وقومه كلّ ينظر إلى الآخر وبعد أن
  192.  
  193. فرغت من الأسماء قلت أنكم يا أهل بابل في قبل ثلاثة أعوام لم تكون تعرفون لبس الثياب وتانامون في العراء أم اليوم ها أنتم لديكم أربعة أشخاص يتقارن بعضهم مع بعض هؤلاء أو يكون أفضل منهم وهم ولدو
  194.  
  195. في بيوت وعلمو من صغرهم كل ماعلمتم في العامين الماضيين وفي السنين القادمة قد تكونو أفضل منهم أما من سيكون الحاكم فأريدة أن يختاره المجلس لنرا هل أعضاء المجلس سيختار كما أخترنا فأن أعضاء
  196.  
  197. هذا المجلس هم فعلن أهل له وأمرت البقية أن يزينو البرج بشمس الليل حتى تضاء في اللي ولمدة ثلاثة أيام كأحتفال بأختيار الحاكم وأن تضاء نصفها لمدة ثلاث أيام في موت الحاكم أو أحد من كبار العلماء
  198.  
  199. والعارفين في المدينة لأن ذلك كان من تقاليدنا في أرم إذ كانت تضاء جميع الأعمدة في يوم أختيار الحاكم وتضاء نصفه يوم موته فوافقوني على ذلك وبدأ أعضاء المجلس يتشاورون في البرج وذهب المزارعين
  200.  
  201. للزراعة والصيدي البر والبحر في السيد وبدأ أعطاء الدروس في قاعة التعليم وبدأ العرض في السوق وأصبحت المدينة أجمل من مماتخيلناها فسعد الجميع ولبث أعضاء مجلس الحكماء قليلا من النهار وخرجو
  202.  
  203. ليخبرونا من رأوه من وجة نضرهم مناسبا لذالك وكان قد أجمعو على سيث فوافقنهام على ذلك وباركنا لهم أختيارهم وأمرت أن يجتمع الناس وأخبرت أن يقوم ويخطب فيهم فقال لي أستعد قلت له لم يستعد ولا
  204.  
  205. حاكم من حكامنا لذلك بل كانو يقلون مافي صدورهم للناس فقال لي وماذا سيكون أسم المدينة فقلت أنت الحاكم ولك ماشئت من أسم لها فقام خاطبا بالناس وقال ياأيها الناس لقد كنا في الظلام وأخرجنا هؤلاء إلى
  206.  
  207. النور من هذا اليوم هؤلاء ينادا كل واحد منهم بل معلم الأول وتنحت أصنام لتخلد ذكراهم ففرح الجميع بهذا وهتفو له ثم أكمل فهذه المدينة لن تفرق بين من سكن الوادي في الماضي وسكن البادية بل كلهم سواء
  208.  
  209. وهذه المدينة للجميع وكل من سكن بها من أهلها فهذه مدينة بابل لجميع الناس ولاتفريق فيها على أحد والجميع هنا أخوة ففرح الجميع بهذا الخطاب اللذي أدهشني وحرك مشاعرهم وأحتفلو في ذلك اليوم وأضئت
  210.  
  211. الشمس الليل في البرج والمدينة كلها قامو بالرقص والغناء طوال اللي حتى تعبد الجميع ثم ذهبو للنوم وفي اليوم التالي بدأ التحاتون ببناء تماثيل لنا وكانو أولئك في النحاتون في بادئ الأمر لم يعرفو كيفية
  212.  
  213. الأمساك بل مطرقة والأزميل أما الآن فهم أمهر منا بل أن الأشكال اللتي تخرج من بين أيدهم كانت أشبة بل الحقيقة حتى أنهم تعلمو النحت في وقت قصيرا جدا إذ أنهم لديهم موهبة في ذلك وبقين في تلك الأيام
  214.  
  215. نراقب معلميهم ومزراعيهم وصياديهم وبنائهم وكل حرفة ونقدم المشورة لمن يحتاج لها وبدأت أشعر أن الوقت حان للعودة فقلت سنمكث بضعة أيام ثم نعلمهم برحيلنا وفي أحد تلك أيام أتى إلي أحدهم من
  216.  
  217. السوق فقال لي أن بسوق قوما مغطين عن وجوههم كثيرو السؤال عنا فقلت وعن ماذا يسألون فقال كانو يسئلون عن كل شئ نصنعه ثم فقال لي أحدهم أنتم تصنعون هذه الدمى فأجبته نعم أنا أصنعها فقال لي ألم
  218.  
  219. يصنعها أهل أرم لكم فأجبته أنكم علمتمونا صناعتها فقال لي ولما تبنون تماثيل لهم فقلت أن الحاكم أمر بذلك كشكر لهم وتخليدا لصنيعهم فقال لي هل الحاكم هو واحد منهم فقلت لا بل هو من أهل هذه المدينة
  220.  
  221. فقال منذ متى شيدت هذه المدينة فقلت له أكتمل بنائها قبل أسبوعين وتعجب ملامح عيناه ثم قال منذ متى بدأتم البناء فقلت قبل عامين فقال كل هذا في عامين فضحكت وقلت له لو رأيت قبل هذه العامين فلن تقول
  222.  
  223. أننا من بنا هذا كله وأن هذا حالنا الآن فقال لي وكيف ذاك قلت لم نكن نفقه من العلم شئ ولم تكن لدينا مساكن وكنا ننام في العراء أو ثيابا تسترنا أما الآن فلدين المساكن ولباس للصيف ولباس للشتاء كل هذا
  224.  
  225. بفضلهم فقلت له من أنتم ياقوم فقال نحن نسكن مدينة تحيط بها الأعمدة فتسمى ذات الأعمدة وذهبو فسألته إلى أين ذهبو يجب أن ألقاهم فهؤلاء من إرم فقال لي ولما لم يخبرني بهذا فقلت أنه أستخدم وصف المدينة
  226.  
  227. ليظلل معرفتك فتجهل هم من أين أتو والآن أخبرني إلى أين ذهبو فقلت هم ذهبو للجهة الإخرى من النهر يريدون أن يرو مجلس الحكماء ومسكن الحاكم فانطلقت مسرعا إلى هناك لإراى من قدم لزيارتنا هنا في
  228.  
  229. بابل وعندما وصلت إلى هناك كان كل أعضاء المجلس مع حاكمهم سيث يتجولون معهم في تلك البساتين المتدرجة وعندما أقتربت تفاجئت بمن قدم كان الحاكم عياد وأبي وبعض من مجلس الحكماء فذهبت
  230.  
  231. وحضنت أبي من شوقي له ثم سلمت على الحاكم والبقية فقال لي الحاكم عياد ما هذا كله فقلت نتيجة الجهد الشاق وتعاليم سنين في أرم فقال كنت أحلم أن ترفعوا من ثقافتهم قليلا حتى يسهل علينا في ما بعد
  232.  
  233. تثقيفهم أكثر وكنت أرى أن هذه الفكرة ستأخذ وقت طويلا ولكنكم قمتم بكل هذا في وقت قصير رفعتوهم من سكان بادية حفاة عراء إلى مدينة تتحدى بها مدينة فنعم الصنيع ماصنعت فقلت أن هذا لم يكن جهدي
  234.  
  235. فقط بل كل من معي ففرح جداً وقال الكل شارك في هذا فقلت نعم في بأفكارهم ومشورتهم ونصححهم بلغنا كل هذا فحضنني ثم قال كيف تمكنت من بناء كل هذه المباني وهذا البرج الفريد في وقت قصير فقلت لقد قمنا ببناء الآلات كاتلك اللتي نستخدمها في أرم وقام رعد بتطوير تلك الآلات وجعلها تقوم بعمل أكبر وبجهد بسيط وقام ببناء آلات جديدة لم تعرف من قبل فاوفرة الكثير من الجهد وقامت بكثير من الأعمال وقام بابتكار آلات جديدة هو والبتراء ............
  236. ثم قال لي الحاكم عياد أتعلم لم جئنا فقلت لا فقال لقد رئينا أضواء هذا البرج من أرم فخشينا أن يكون أصابكم أذى من أهل البادية لقلتكم وكثرتهم أو أن تصيبو أهل البادية بمكروه من كثرة علمكم وجهلهم فجتمعت مع مجلس الحكماء فقالو يجب أن نرسل من يستطلع حالكم ويتئينا بخبركم فقلت لهم أني أنا من سيذهب لأني لم أعد أطيق الأنتظار بعد مارأيت ذلك الضوء فلاطاقة لي بأنتظار الخبر وأنا من أتيت بهذه الفكرة فلو أصابكم أذى لقلتكم وكثرة من حولكم عليكم فسيكون هذا على عاتقي وأن أصبتم هؤلاء القوم بمكروه من جهلهم وقلت صبركم عليهم فهو على عاتقي أيضاً فأصريت على القدوم إلى هنا وسرني مارئيت ولو بعثت بأحد ليئتي بخبركم وقال لي مارئا فلن أصدقة ولن يصدقة أحد من أرم أما البقية فقد أتو لنفس السبب معي أما أباك فكان أول من شاهد تلك الأضواء وهو من تكفل يتجهيز الرحلة سريعا فنعم الصنيع صنيعكم أما الآن يجبو أن تنهو أعمالكم سريعا فأريدكم جميعا في أجتمعنا القادم مع مجلس الحكماء في أرم فقلت أنه يجب أن يمهلنا شهر حتى نفرغ ونجهز متاعنا للرحيل فقال لكم ذلك وثم ذهب الحاكم عياد وأجتمع مع أعضاء مجلس الحكماء في بابل والحاكم سيث ودعاهم إلى زيارته في أرم وقال ستكون أرم مفتوحة لكم للعلم والعلاج والتجارة فرد سيث عليه وستكون بابل موطن أهل أرم الثاني فا الجميع مرحب بهم فهم من بنى هذه المدينة
  237. فذهبت وأخبرت الجميع بأن يبدأ للأستعداد للرحيل فسعدو جميع بهذا لأن الغياب طال عليهم وهم مشتاقون للعودة للديار وأنا كنت أكثر شوقا منهم فقد جعلني الحاكم عياد ومن معه فخورا بما أنجزته ثم عاد الحاكم ومن معه إلى أرم أما نحن فأكملنا أستعداتنا للعودة إلى أرم........(دراما)
  238. ثم عدنا جميعا إلى أرم وهناك أسقبلنا أستقبال عظيما كان جميع أهل أرم سعيدين بما أنجزناه في بابل إذ لم يتوقع أحد هذا النجاح الكبير في مدة قصيرة وأصبح الناس يهتفون بإسمأنا ثم دعينا لمجلس الحكماء فطلبو منا أن قص عليهم كل ماحدث ............. (دراما)
  239. ثم تم تعيننا (تعيني) في أعضاء في مجلس الحكماء وكنا أصغر من يتم تعينهم في هذا المنصب في تاريخ أرم وأطلقو علينا بنائي الحضارات وسعدنا جميعا بهذا ثم قام الحاكم وقال أن المجلس فيه من يكفي الآن من الأعضاء ويزيد لهذا لن تبقو فيه فتعجبت وبدأت أنضر حولي والجميع كان متعجبا مثلي ثم قال ستقومون برحلات أخرى إلى بقية أنحاء العالم وستعلمون الناس كما علمتم الجميع في باب ارم فهذه المهمة لا تصلح إلى لكم وأنتم أهل لها فعتلاني الهم والحزن ونظرت لكل من معي فكان الحزن والتذمر يعتلي وجوههم فقمت وقلت أننا لم نفرغ من أعمالنا في باب ارم وكما أننا نريد راحة وأن ما أنجز في بابل لم يكن سهلا أبدا فقال الحاكم أما في باب إرم فسنبدأ بتسير الرحلات من أرم إلى باب ارم ومن باب ارم إلى أرم بشكل يومي يذهب فيها المتاجرون والمعلمين والمداوون وحتى أنا وأعضاء المجلس فزداد ضجري وجميع من معي إذ نحن كنا من تعب وعمل كل تلك الأعمال لوصول منطقة باب ارم وأهلها هذه المرتبة وفي زمن قصير ثم أكمل الحاكم قوله قائلا أما في الراحة والأنجاز الشاق فلكم ستة أشهر ترتاحون فيها وتجهزون لرحلتكم وكل ماتحتجونة من المال والمعدات والرجال فهو طوعو أمركم وأن أحتجتم أحدا من باب إرم فطلبوهم وسنجزي لهم العطاء فأذا أرتحل تم ورأيتم أن شئ ما تحتاجونه عند وصولكم فبعثو لنا بطلبكم وسيرسل لكم فورا فتعجبنا من هذا الكرم المفرط فقلت لقد صنعنا ماصانعنا في أهل بابل بدون هذا كله وهم لم يعرفو التحضر عند قودومنا فما حجتنا لكل هذا لأقواما بحسب علمنا أنهم أهل تحضر فكل من بقي لهم مدنهم ولهم علمهم فلم كل هذا فقال ستغادرون أرم مجموعة واحدة وتتفرقون بعد ذلك وسيمكث كل واحدا منكم عند قوم يعلمهم وأنتم عليكم أن تختارو بأنفسكم من ترونه صالحا لكل منطقة ولكل قوم ثم قال الحاكم أما الآن يا أعظاء المجلس المستجدين فالمكتبة الخاصة مفتحوتا لكم فتغير ضجرا لقليل من السعادة لأن كل من يملك أذن لدخول المكتبة الخاصة في أي وقت هذا تكون مصدر فخر له في أرم
  240. (...... سعيدة أو حزينة)
  241.  
  242.  
  243.  
  244.  
  245.  
  246. فطلبت من والدي أن يخاطب الحاكم كما معلوم قربه منه واستشارته له في كل الأمور فقال لنذهب إليه سويًا عندما دخلنا إلى قاعته الضخمة التي أشبه بقصر بحياله وجدنها جالسًا بيديه بعض الأوراق وعليها رسومات وهي هندسية بما أن الحاكم متخصص في هذا الفن طلبنا منه أنا وأبي أن يعفيني من هذه الرحلة لأنني لدي أبحاث هامة وسوف أعمل في أرم للتدريس لبعض الوقت وأمتعض الحاكم وقال له والدي بأن لديه أمور هامة فرد بسرعة الحاكم وقال وهل يوجد ما هو أهم من المهمة؟ فرددت عليه بالقول نعم من جهة ولا من جهة أخرى أما الأولى بأن يوجد بالمكتبة مخطوطات قديمة جدًا باللغة لم يفهمها أحد من أرم رغم من فيها هم من أذكى الناس على هذه الأرض وزد على ذلك بأنني سوف أمارس التدريس فقال الحاكم بأن الأمر ليس بهذه الكيفية أنا أريدك معهم مشرفًا عليهم نظرتك العميقة للأمور مهمة فما أهمية لغة منقرضة غير مفهومة أردت أن أرد عليه أوقفني والدي رغم أنه كان معلمي في كثير من العلوم وكان أشهر مجادل ومناظر في أرم ولا أحد يستطيع أن يغلبه يستخدم أدلة الخصم ضده ويؤلب الجمهور المستمع ضد خصمه عن طريق العاطفة وأتذكر يومًا من الأيام قال لي أن أردت أن تتنصر بالنقاش والمحاججة دع خصمك يطرح كل أوراقه
  247. فقال أبي للحاكم ولكنك لم تكن يومًا تعشق اللغات وكنت عاشق للهندسة فأليس هذا ظلمًا ومخالفة لأحد أهم الأقوال المشهورة في أرم "الكل له الحق في العلم والعلم فوق كل شيء ولا يحق لأحد أن يمنع أي شخصًا من حقه في العلم "
  248. فملامح وجه الحاكم أنقلبت بسرعة كأنه سمع خبر مفجع وكارثي و أخذ نفسًا عميقًا وقال علمت أن ابنك لم يأتي بك إلي هنا عبثًا فقال أبي له مازحًا أنا الذي أتيت به
  249. فتبسم الحاكم وقال لك ما تريد بما لك معزة وقربًا إلي بالإضافة إلى قوة حججك سوف أجعله يأخذ سنة كاملة فقط ثم بعد ذلك يجب أن يذهب إليهم ويرى أحوال المجموعة في المناطق
  250. فقلت للحاكم شكرًا لك وسوف أقوم بتوصيتهم حالاً
  251. خرجنا من عنده أنا ووالدي وقال لي كأن بإمكننا أن نجعلها أكثر من سنة فقلت له سنة كافية لي فشكرًا لك فقال لي أتمنى أن تجد ضالتك يا بني
  252. ذهبت إلى أصحابي وقلت لهم أنني أسوف أكون في أرم من أجل بعض الأبحاث وغيرها ورد علي رعد بكل غضب وقال لي ونحن كذلك لدينا أبحاث وأمور هامة فقلت له هون عليك يا رعد تستطيع أن تكمل أبحاثك هناك أما أنا فأحتاج إلى المخطوطات القديمة فيستحيل علي أن أخرجها من خارج المكتبة لأنها أمر ممنوع وأرى على ملامحه أي رعد عدم الرضى
  253. وأخبرتهم أن كل واحد منهم سوف يذهب إلى منطقة وأن يسير على نفس المنوال كما في بابل وقلت ونصحة لهم بأنهم لا يخرجون عن القيم الأخلاقية الإنسانية في التعامل مع غير
  254. فقال منير الإنسان طبيعته متقلبة والقيم لا تأتي إلا عندما يصل الإنسان إلى مرحلة قريبة من مرحلة التساوي بين طرفين الطبيعية والروح
  255. فقلت له بغضب أسكت يا رجل ليس الأن وقتك
  256. فتبسم لي وأحسست بأنني أخطأت في حقه لا أعلم لماذا أنفعلت عليه هل لأنه صادق؟
  257. فقلت لهم منير أنت سوف تذهب إلى جهة شرق بابل
  258. رعد تذهب أقصى الغرب من بابل
  259. أتينا إلى المنطقة الوسطى
  260. فقالت أتينا المنطقة هناك الناس في حروب
  261. قلت نعم هنا يأتي دورك
  262. أينوا الشمال البعيد من المنطقة الوسطى
  263. فقال لي ولكن هناك برد قارس
  264. قلت له خذ الكثير من اللباس
  265. فقالت أتينا دعه يذهب إلى المنطقة الوسطى فهو يعشق القتال وأنا إلى المنطقة الباردة
  266. فقلت لهم نعم ونأخذ رعد في مكان منير كذلك
  267. فقال رعد متعجبًا لماذا ليس لي رأي؟
  268. فقال أينوا أنا بالفعل أعشق القتال
  269. ودار نقاش ولا أذكر متى حصل نقاش كهذا إلا في وقت تخرجنا من أرم الايام بالفعل تسير بسرعة
  270. فقلت لهم كفى أنا هنا المسؤول عن هذه المجموعة ورحلاتها
  271. فقالت أتينا ومن نصبك مسؤولًا
  272. قلت لها بسخرية صديق أبي الحاكم
  273. وبدأت الضحكات الخافتة تظهر من الجميع
  274. فغضبت أتينا على ماذا تضحكون؟!
  275. قلت لماذا لا تكونون كالبتراء
  276. فقال رعد أنها صامتة منذ البداية حتى هي لا تعلم أين سوف تذهب
  277. فردت البتراء بسرعة بديهية يا تعيس الحظ أتينا في جهة الوسطى وأنت في الغرب
  278. إذًا أنا من الشرق من جهتك وغرب بابل
  279. فقلت صحيح فلننهي النقاش أي اعتراضات
  280. قالوا الجميع بنفس واحد نعم إلا البتراء ومنير
  281. فقلت ممتاز تجهزوا للرحلة عندما يعلن عنها بالتوفيق للجميع
  282. بعد عدة أشهر من رحيل أصحابي أنا بقيت لوحدي ما بين التدريس والبحث في هذه اللغة الغربية بحروف متقطعة أشكالها مختلفة عن أي لغة التي جمعناها في المناطق المختلفة في الرحلات القديمة وبحثت داخل المخطوطات والكتب الكثيرة في المكتبة لم أجد أي لغة تشابهها ولو من ناحية الرسم ولا أعلم كيف تنطق بما أن المكتبة جدًا ضخمة ولا يمكنني أن اطلع على على كتب وأحصل على المعلومة بخصوص اللغة هذه إلا عن طريق أمين المكتبة
  283. فسألته عن اطلاعه أو الأبحاث بخصوص اللغات القديمة وهو الشيء الوحيد الذي عرفته عن هذه اللغة تقريبًا بأنها قديمة فقال لي كلا فقلت له وأنا ضجر هل يوجد تاريخ لهذه المخطوطة وأين وجدت وغيرها فقال ابحث في الدور الأخير من المكتبة قلت له بأنني كنت هناك
  284. فقال لي ليس عند المخطوطات القديمة بل الباب أحمر اللون وأعطاني مفتاح قديم مهترء
  285. وقال سوف تجد هناك كل تواريخ الكتب فقلت له ألا تدلني على شيء من بين هذه الكتب فقال لا علم لي وانتبه فأني لا اعطي أحدًا هذا المفتاح إلا أن الحاكم أوصى بك
  286. فذهبت إلى نفس قسم المخطوطات القديمة وفتحت الباب الأحمر وجدت أنه درج يحلني إلى ما هو أكثر نزولًا فنزلت إلى مكان مظلم لا يدخل فيه النور فذهبت لأحضر الشمعدان فظهر لي العجوز أمين المكتبة من خلفي لا أعلم من أين أتى وهو يصرخ لا تأخذ الشمعدان إلى الأسفل فقلت يا رجل أفزعتني هون عليك فقال خذ شمس الليل وأنتبه أرجوك قلت له هنا المخطوطات القديمة فلماذا أنت مهتم بكتب للتواريخ بها تدوين لهذه المخطوطات وغيرها من الكتب فقال لي لأن المخطوطات هي نسخ عن الأصل التي هي بالأسفل كانت من أسلافنا الأوائل الذين جمعوها قلت أجدادنا ؟ فقال نعم هم من قاموا بتأسيس ووضعوا هذه التداوين قلت الكتب هم الذين أحضروها ؟ قال نعم ليس كلها بل بعضها والنادر منها بالأسفل فقلت لماذا إذًا لم تجعلوني أخذ هذه المخطوطات المنسوخة قال لي الأمين وهو شبه غاضب ومنزعج هذه قوانين المكتبة فلا تزعجني ولكن أحذرك أن حصل شيء للكتب الأصلية وتداوين التاريخ سوف أغلق عليك الباب قلت له ولكن معي المفتاح فذهب وهو غاضب ويتمتم بكلام لا أدري ما يقول
  287. أخذت شمس الليل ونزلت إلى المكان المظلم برائحة كتب ورمال على الأرضية وسوء عناية والمكان ليس كبير ولكن كغرفة صغيرة بها كتب مرتبة بجانب بعضها وفوقها كذلك
  288. جلست أبحث لمدة شهر وأنا أدخل وأخرج من هذه المكتبة وكل ما أعود أو اذهب يجب ان أعطى المفتاح لأمين فكل مرة يفتشني يظن أنني سوف أخذ النسخ الأصلية لخارج المكتبة
  289. في يوم من الأيام وجدت كتاب قديم به بعض التفاصيل ومنها عنوان باسم كتاب باللغة غير معروفة وجدت أسفل منها كلام تم أزالته فحاولت أستخدم حيلة أن أرى بعض الكلمات التي تم إزالتها لكي أعرف ما المكتوب فالأمين كان يفتشني عند الخروج فقط فستطعت أن أدخل بعض الأوراق والريشة وقليل من الحبر لكي أحاول أن أرتب الكلمات التي تظهر لي عندما أضع شمس الليل خلف الورقة ألاحظ بعض الكلمات والحروف أخذت ساعات على هذه الطريقة فظهر كلام بما معناه
  290. الكتاب وجدناه عند البدائين الذي يخدمون ساداتهم ولا يعرفون من أبائهم
  291. فقلت في نفسي باندهاش شديد هذه بابل !
  292. وتكملة النص بأن شخص اسمه انهد وهو رحالة مشهور في زمنهم وجد نفس هذه اللغة وأشكالها في شرق منطقة البدائين
  293. فقلت هذه منطقة منير
  294. فذهبت مسرعًا مع الأوراق وقفز العجوز اللعين أمين المكتبة منقضًا علي كأنني فريسته
  295. وقال وهو يصرخ لماذا أدخلت هذه الأوراق والحبر ألم أقل لك لا تدخل شيء
  296. قلت له لم تقل لي ذلك فندهش
  297. وأكملت بل أنت أعطيتني شمس الليل وقلت أن انتبه فلم اتلف أي شيء بالأسفل
  298. فقال سوف أخبر الحاكم بالذي فعلته
  299. قلت لم أفعل أي شيء بل أنا على أكتشاف عظيم وأنني ذاهب إليه
  300. فذهب معي الأمين إلى الحاكم وأخبره بما حصل
  301. فقال الحاكم هل أتلف شيء فقال لم أنظر ولكن هو قال أنه لم يتلف أي شيء
  302. فقال الحاكم إذًا بأي حق تتهمة؟
  303. قال الأمين ولكنه أدخل أشياء غير مسموحة بها إلى الغرفة التي بها النسخ الأصلية
  304. فقلت ولكنك سمحت لي بأدخال شمس الليل وبالإضافة لم تخبرني بأن لا أدخل أي شيء بل قلت لي أن أنتبه فقط وهذا ما فعلت وتحذريك كان أن لا أضر بالكتب فلم أضرها
  305. فقال الأمين ولكنني منعت عنك الشمعدان فمن البديهي أنك لا أن تدخل شيء أخر
  306. فقلت له ليس أمرًا بديهياً فهل شمس الليل عندما يحصل بعض العطب فيها أليس يخرج منها نار وكذلك سائل أشبه بالماء ولكنه حار ويتلف أي شيء يلمسه
  307. قال لي نعم
  308. قلت إذًا ؟
  309. فقال ولكنك لم تسمع كلامي البتة
  310. قال الحاكم كفى أنتما الاثنين
  311. قال الأمين ولكن ...
  312. قال الحاكم كفى إن حصل تلف سوف يحاسب الخظرد ولكن إن لم يحصل أي تلف
  313. سوف تحاسب أيها أمين المكتبة فالخيار خيارك
  314. فقال الأمين أتنازل عن الشكوى ولكن إن وجد تلف ماذا سوف أفعل؟
  315. قال الحاكم إن وجدت أي تلف فأخبرني بذلك
  316. قال الأمين حسناً أستسمحك بالخروج
  317. وأخذ مني المفتاح وذهب
  318. فأخبرت الحاكم عن الاكتشاف وقال أمر جيد وحسن سوف أدعك تذهب وكذلك لا تنس شرطنا في أن تزور المجموعة في المناطق قلت له نعم سوف اذهب إلى منير أولًا
  319. قال كلا أجعل منير أخر شيء فطريق عودتك بما أنك تريد أن تبحث عن اللغة هناك
  320. فقلت له حسناً
  321. وأخذت بترحال وقطعت مسافة بعد مدة من الزمن برحلة شاقة وصولاً إلى منطقة التي بها البتراء
Advertisement
Add Comment
Please, Sign In to add comment
Advertisement