Advertisement
Guest User

Untitled

a guest
Mar 1st, 2016
1,540
0
Never
Not a member of Pastebin yet? Sign Up, it unlocks many cool features!
text 20.67 KB | None | 0 0
  1. "حوارات يوم القيامة"
  2.  
  3. Act I
  4.  
  5. تردد صدى البوق بين طبقات التراب لينهي سباتهم البرزخي
  6. لم يكن موتهم سوى غفوة ظنوها أبدية
  7. قاموا ينفضون ما على وجوههم من غبار
  8. غزى الخوف قلوبهم وانعكس على وجوههم البائسة، فهم يعرفون ما بانتظارهم
  9. حساب، فضيحة، جزاء
  10. نظر العراة حولهم فلم يجدوا معالم، لا أشجار، ولا جبال، صحراء قاحلة وجو أحمر قاتم كلون الدم.
  11. تساءل الجميع هل نحن في الجحيم؟
  12. أحسوا بالحرارة فنظروا لأعلى فلم يجدوا شمس أو نجوم، لم تكن هنالك سماء.
  13. ما سبب الحرارة إذاً ؟ هكذا تساءل الجميع.
  14. بدأ الجميع بالنظر لبعضهم، شعروا بإرتباك طفل فقد والديه في مكان واسع، ولا يجرأ على البكاء.
  15. زمجرت الأرض وتشققت ليخرج منها كيانات سوداء ضخمة لا وجوه لها، تجر سلاسل محمرة من الحرارة.
  16. تصاعدت نيران سوداء من خلفهم غاضبة تصرخ طلبا للوقود.
  17. خشع الجميع في صمت، فالجحيم أمامهم تتطالب بأجسامهم.
  18. بشاعة، معاناة، شر، هذه كلمات لا تكفي لوصف مدى قبح هذا المكان.
  19. ألقت الكائنات المخيفة بالسلاسل، وارتموا على الارض ساجدين لضوء أتى من أعلى أعمى الأبصار يسبقه جمع لا عدد له من كائنات بيضاء مجنحة.
  20. اقترب النور محمولاً على أكتاف تسعة عشر كائناً مجنحً لم يرى العراة شيئاً أضخم منهم في حياتهم قط.
  21.  
  22.  
  23. Act II
  24.  
  25. هبط الموكب المجنح، واهتزت الارض من الرهبة.
  26. سجدت الكائنات المجنحة، وزاد النور فأعمى الأبصار.
  27. أنا الجبار
  28. لكون من صنيعي، والكل لي خاضع
  29. أنا الحق
  30. لا ند لي، ولا مثيل، وما شئت حادث
  31. من العدم أوجدتكم، من نطفة حقيرة صنعتكم
  32. أنا الرحمن
  33. من روحي في أجسادكم الفانية نفخت
  34. أنا صاحب القلم، به خططت مصائركم
  35. لم أطلب سوى عبادتي، وكسائر الكون أن تكونوا لي خاضعين
  36. لكن اتبعتم شهواتكم، ورفضتم مشيئتي
  37. أنا المتكبر
  38. فأمامي اليوم ستحبون فوق جهنم
  39. مشيئتي هي الخلاص، ولا خلاص بغير مشيئتي
  40. أنا الملك
  41. أنا المنتقم
  42. سأريكم غضبي، ستذوقوا عذابي
  43. عشتم الفانية وكأنها الوحيدة
  44. اليوم أذبح عزرائيل وتعيشون الأبدية
  45. لا موت، لا مفر
  46. فإما عذاب، وإما ثواب.
  47. انفجرت جهنم في غضب وتعالت نيرانها تصرخ
  48. أرسلهم لي يارب فأنا مثواهم الاخير.
  49.  
  50.  
  51. Act III
  52.  
  53. سجد العراة باكيين يطلبون الرحمة والعفو في نشيج غير مفهوم
  54. الآن تندمون؟ الآن تبكون؟ هذا يوم لا ينفع فيه ندم ولا بكاء
  55. يا عزرائيل فلتسجد امامي لتذبح امامهم
  56. اقترب عزرائيل، ذلك الكيان، حاصد الأرواح منذ بدء الزمان، أدى غايته وانتهى غرضه وحانت نهايته
  57. ارتفع عزرائيل أمام العراة على هئية كبش، رفع رأسه ومد عنقه ليلتقط رأسه كيان مجنح مخيف
  58. استل سكينه ومرره على عنقه حتى تناثرت الدماء على العراة، وقال بصوت جهور
  59. بسم المحي المميت، الآن أذبح هذا الكبش فيموت الموت، ويبدأ الحساب.
  60. استمر الكبش في النزيف لمدة حتى اغرقهم بالدماء، ليسقط بعدها جسده أمام ميزان ضخم يحمله ستة عشرا من المجنحين
  61. بنفس الصوت الجهير قال قاتل الموت
  62. على هذا الميزان توزن اعمالكم ليحدد مصائركم رب العباد
  63. في النار تقذفون أم في الجنة تنعمون.
  64. كيان مضيء صغير في حجم البشر وقف أمام الميزان منادياً، مئة وخمس من ألف ألف ألف فلتتقدم فبك نبدأ
  65. مع اقتراب العاري ظهرت فوق الميزان صورة نطفة تتحول لجنين
  66. هذا عمر ابن فاطمة بنت اسماء بنت عزيزة بنت فاطمة
  67. ولد في الخامس عشر من الشهر الثالث من العام عشرة آلاف ومئة وثلاثة وخمسون، ومات في الثامن من الشهر التاسع من العام عشرة آلاف ومئتين وسبع وعشرين
  68. بدأ كيان الحساب في فتح سجلات عمر:
  69. كذبت سبع وعشرون ألف وعشر مرات
  70. سرقت خمساً وعشرين مرة
  71. استمنيت تسع مئة وخمس وثلاثين مرة
  72. ثملت خمسمائة مرة
  73. أكلت مال أخواتك
  74. زنيت أربع مرات
  75. تصدقت خمسين مرة
  76. مع كل فعل مدون في السجلات كانت أفعال عمر تظهر فوق الميزان ليراها العراة.
  77. مع كل فعل ارتكبه عمر كان كيان الحساب يسأله: أفعلت أم لم تفعل؟
  78. وكان عمر يرد بالصمت والخجل حتى وصل الى الزنى:
  79. لم أزن يا رب لم أفعلها قط، لابد من لبس قد حصل.
  80. كان يتكلم ويتكلم، وأمام العراة ظهر عارياً يمارس لحظاته الحميمة.
  81. كتم الرب فمه، وقال جسدك عليك يشهد:
  82. حاول عمر الكلام لكن لم يقدر.
  83. انتقل فمه من وجهه ليديه أمام استغراب الجميع.
  84. نعم يا رب لقد زنى، وأنا كيديه عليه شهيدة
  85. انتقل الفم إلى القدمين
  86. نعم يا رب لقد زنى، وأنا كرجليه عليه شهيدة
  87. انتقل الفم إلى قضيبه
  88. نعم يا رب لقد زنى، وأنا كقضيبه عليه شهيد
  89. رجع فم عمر إلى موضعه، ولم يفتح فمه
  90. استمر كيان الحساب في ذكر أفعاله، وكفة السيئات تثقل وتثقل حتى مالت وارتفعت كفة الحسنات
  91. ظهر الرعب على وجه عمر، وجثى على ركبتيه ساجداً يبكي بحرقة
  92. يارب قد ثقلت سيئاتي، وكثرت غلطاتي حتى طغت على حسناتي
  93. فارحمني، واعف عني فأنت الرحيم الغفور
  94. انتهى كيان الحساب من محاكمة عمر، ونظر للرب وسأله
  95. هذه أعماله، وهذه سيئاته، وحسناته
  96. فاحكم فأنت العدل، وأحكم الحاكمين
  97. يا عبدي لقد عصيتني، واغضبتني وتجاهلت أوامري، لكن قلبك كان بي مؤمن ولم تجحدني وتكفر بي
  98. فسر على الصراط لأقضي في أمرك.
  99. ما إن اقترب عمر من النار حتى ثارت نيرانها تصرخ
  100. اقترب أيها الاثم، اقترب
  101. تقدم عمر في خوف، ووضع قدميه على الصراط.
  102.  
  103.  
  104. Act IV
  105.  
  106. تحته رأى جهنم، ذاك البئر المستعر بالنار السوداء
  107. بكى، وخاف؛ فالحرارة وصلت لعظامه، والنيران تدعوه ليقترب
  108. أمامها وقف كيان أسود بلا أجنحة أكبر من الإنسان العادي بقليل
  109. تدلى من يمينه سوط مشتعل يقطر ناراً
  110. نظرة واحدة إليه كافية، فلا بشري قادر على النظر إليه مرتين
  111. صرخ الكيان من بعيد بصوت لا يقل رعباً عن شكله.
  112. أنا مالك خازن النار
  113. أمامك الصراط، إن عبرته دخلت الجنة ولن تراني مجدداً
  114. وإن سقطت فالجحيم مثواك، ولن تكون لي غاية سوى أن تتعذب وتتعفن فيها للأبد
  115. فأعبر، أنا بانتظارك.
  116. بدا الصراط طريقاً عادياً بلا أسوار، معلقا في الهواء.
  117. كم بدت الجنة بعيدة
  118. تقدم عمر، والحرارة تزداد
  119. بدأ الصراط بالميل لأعلى
  120. أحس عمر أنه يصعد تل.
  121. ناداه مالك
  122. بافعالك يصنع طريقك
  123. كلما زادت سيئاتك زادت المشقة، وزاد الارتفاع، حتى تسقط إن لم تسرع في العبور.
  124. أسرع عمر بالمشي، أو التسلق بالأحرى
  125. مع مرور الوقت تزداد درجة الميل، و تقترب منه النيران حتى بدأت في لمسه
  126. كلاليب حادة حارقة اخترقت جسده وكوت جلده
  127. صرخ من الألم وتشبث بأظافره في الارض.
  128. يسمع النار تتهامس في رأسه
  129. لما المقاومة؟ لما التشبث؟ أفلت يديك فأنا جائعة، وأريد الطعام.
  130. أزال عمر الكلاليب بيديه، وبدأ في الركض بكل استطاعته
  131. لكنه كان ينزف، والكلاليب مستمرة في ملاحقته
  132. وسرعان ما سقط مجدداً.
  133. همست النيران مجدداً
  134. أتعلم ما سيفعل بك في الاسفل؟ ستوضع في تنور، وسأحرقك من الاسفل
  135. من قضيبك، وخصيتيك
  136. للأبد.
  137. أوشك عمر على الاستسلام لكنه كان في منتصف الطريق
  138. فكر في أفعاله.
  139. لم زنيت؟
  140. لما استسلمت لشهوتي؟
  141. هل حقا أستحق كل هذا العذاب لأمر كهذا؟
  142. حجَّم معاناته، وهو الصراط، ولم يسقط في النار بعد أن حثته للنهوض مجدداً
  143. علي النجاة، على الهرب
  144. ما إن خطا أول خطوة حتى أحس بألم لا يحتمل في قدميه
  145. نظر للأرض فوجدها قد امتلأت بالاشواك
  146. تابع السير على الشوك والكلاليب تملأ جسده تسحبه
  147. بعد خطوات قليلة خذلته قدميه
  148. زحف على الشوك والكلاليب تملأ ظهره تسحبه لأسفل.
  149. همست النيران في أذنيه
  150. أحسنت، أنت لي الآن.
  151. سقط عمر باكياً، وليس في جسده موضع لم يجرح
  152. هل حقا أستحق كل هذا العذاب لأني فقط زنيت؟
  153. ذلك كل ما كان يفكر فيه قبل أن تبتلعه الجحيم.
  154.  
  155.  
  156. Act V
  157.  
  158. يستمر الحساب
  159. آلاف يقذفون إلى جهنم كعمر بعد أن تنهشهم الكلابيب فوق الصراط
  160. لم يدخل الجنة أحد منذ بدء الحساب حتى ظن الجميع أن ما أحد داخلها
  161. ترددت ضحكاته ودوت مع كل شخص يسقط في الجحيم
  162. انظروا إلى وجوهكم يملؤها الأسى والندم.
  163. انا الجبار المنتقم القهار
  164. لا يعصيني أحد.
  165. لا يتحداني أحد.
  166. لا يجحدني أحد .
  167. نادت النار راجية
  168. يارب عجل إلي بهم ليروا عذابك.
  169. صمت الجميع فمحاسبة جديدة قد بدأت
  170. نادى كيان الحساب:
  171. عصام بن خضراء بنت نفيسة بنت أمينة بنت نهاد
  172. تقدم عصام وهو يرتجف
  173. كيف لا وقد رأى الآلاف قبله ينتهون في جهنم
  174. نظر تجاه النور دون أن يتكلم ومضى نحو الميزان.
  175. بدأ كيان الحساب في مراجعة سجلات عصام
  176. كذبت خمسين مرة
  177. لعنت خمساً وسبعين مرة
  178. سرقت مرة
  179. نظرت بشهوة لأجنبية واحداً وثمانين مرة
  180. استمنيت ألفاً ومئتين وثلاث وست مرات
  181. تابع كيان الحساب في تعداد أفعاله، وعصام مطأطئ الرأس لا يجادل
  182. فعلت
  183. فعلت
  184. فعلت
  185. دعوت الى الرب مئة وعشرين مرة
  186. قتلت ثلاث عشر كافراً
  187. أُصبت أربعين مرة في تدريب أو قتال
  188. طعنت كافرة لتروع قومها
  189. أحرقت متجراً لكافر
  190. حفظت القرآن
  191. واظبت على قراءة القرآن
  192. بدأ وجه عصام يتهلل فكفة الحسنات طاغية
  193. استشهدت في سبيل مفجراً نفسك في سبيل الله
  194. سجد عصام للرب
  195. يارب أنا عبدك
  196. ولن أدخل الجنة بحسناتي، ولو كثرت على سيئاتي
  197. هي رحمتك، ومشيئتك
  198. فلتنجني من عذاب جهنم
  199. ولتدخلني الجنة فلا عمل لي نافع، ولا قريب لي سواك.
  200. ارفع رأسك يا عبدي
  201. ضحكوا عليك وسخروا منك في الدنيا فالآن تضحك منهم وتسخر
  202. إلى الجنة سر فبمشيئتي تدخلها.
  203. تهلل وجه عصام وأخذ يهرول
  204. وضع قدميه على الصراط، ولم يرى مالك
  205. استغرب ومضى في طريقه يمشي على الصراط مستوياً لا كلاليب تنهشه، ولا شوك يؤلمه
  206. أنهى الصراط، ولا يكاد يصدق أنه سيدخل الجنة
  207. أمامه امتد القصر البديع في السماء لا نهاية له غلفته الغيوم
  208. نور وخَضار في كل مكان
  209. في طريقه إلى البوابة صرخ فيه كيان مضيء مجنح بالوقوف.
  210.  
  211.  
  212. Act VI
  213.  
  214. أنا رضوان خازن الجنة
  215. ولن يدخلها أحد حتى يأذن الرب لي.
  216. ولكني عبرت الصراط فكيف لا أدخلها!
  217. لم يرد عليه رضوان فلم يبقى شيء ليقوله.
  218. مر الوقت، ولم يأتي أحد
  219. بينما كان عصام ينتظر كان آلاف يقذفون في جهنم
  220. الجميع خائف لكن ما حصل لعصام زرع فيهم الامل
  221. ففرصة النجاة ليست صفراً في النهاية.
  222. نادى كيان الحساب في العراة
  223. حسن بن إحسان بنت مريم بنت ليلى بنت أحلام، فلتقترب للحساب
  224. اقترب حسن واعتلى وجهه وهن لم يٌرى على غيره ممن سبقه للعذاب
  225. عدت حسناته
  226. كانت كثيرة
  227. حياته مليئة بالصلاة والاستغفار
  228. الصدقة
  229. الإحسان للأخرين
  230. البر بوالديه.
  231. حسده العراة حتى ظنوه من أصحاب الكرامات
  232. على الارجح سيلحق بعصام
  233. لا بل بالأنبياء.
  234. لكن لم تتحرك كفة حسانته كأن لم يوضع فيها شيء.
  235. وقف حسن بسكون
  236. عدت سيئاته
  237. كانت سخيفة
  238. لكن كفة حسناته كانت لترجح كما لو كانت اطنان توضع فيها
  239. استغرب العراة ولم يطل انتظارهم حتى تلى كيان الحساب على ما مسامعهم ما تسبب في ارتجاف الارض وانفجار الجحيم في غضب لم يروه من قبل.
  240. لقد كفرت برب الأكوان
  241. ذهل الجميع
  242. بغضب أصم آذان
  243. لقد أحببتك، لقد رعيتك، لقد كنت معك في أحلك أوقاتك
  244. كيف تكقر بي؟
  245. ألا ترى ناري أمامك؟ لقد خشيتها كما لم يخشها غيرك.
  246. اتبعت هوى نفسك، وعقلك ففي الدرك الأسفل ستقذف
  247. غيرك لم يقرأ كلمة، وبي كانوا مؤمنين
  248. سأعذبك كما لم أعذب أحداً
  249. فلتبتلعي هذا الجاحد فلا مكان له سوى باطنك الأسود
  250. نظر حسن بانكسار.
  251. فعلا لقد خشيتك
  252. كنت معي في كل أفعالي
  253. كرست حياتي لعبادتك
  254. لكن لم تكن موجودا سوى في قلبي
  255. أردت أن أجدك في عقلي
  256. فبحثت
  257. وبحثت
  258. كما أمرتنى
  259. لكن مع كل صفحة، كل كلمة، كل شبهة
  260. كنت تبتعد عن عقلي وقلبي
  261. لم تكن موجودا حقا
  262. هذا ما قادني إليه عقلي الذي تدّعي صنعه
  263. مع كل صفحة، مع كل كلمة ، كنت أفقد جزءاً من قلبي
  264. كم بكيت بحرقة كطفل، وأنا في سن الرجال وأنا اقترب من إنكار وجودك، ولم تفعل شيئا لتريني نفسك
  265. لا كلمة لا إشارة لا حجة
  266. لا شيء
  267. أأنا المذنب؟
  268. لقد أردت أن أصدق أنك موجود
  269. بكل ذراتي أردت تصديق وجودك
  270. افعل بي ما شئت فلا وجود لك
  271. لا في قلبي، ولا في عقلي.
  272. ارتعد المكان، وثارت جهنم، وسجد العراة خوفاً مما سمعوه.
  273. مشى حسن نحو الصراط لكن لم يجد شيئا ليمشي عليه
  274. لم يكن مدركاً لما يحدث فقد سحبته الكلاليب التي ملأت كل شبر في جسده مباشرة لباطن جهنم.
  275.  
  276.  
  277. Act VII
  278.  
  279. اهتزت الأرض، وارتجفت كما لم ترتجف من قبل
  280. اضطرب العراة، وزاد الهرج
  281. اشتد الضوء حتى أعمى الأبصار فلا تكاد ترى أمامها
  282. ازداد ارتجاف الأرض، وفجأة دوى انفجار أماتهم للحظات
  283. أفاق العراة مستغربين مما حدث
  284. كانت ثوان حتى فهموا
  285. لقد سقط الستار، وكشف الإله عن ذاته الغاضبة فضرب الأرض بقدمه فصُرع من كان حياً
  286. انحنت الكيانات أمامه ذاك الكيان الضخم الملتحي ناصع البياض غزير الشعر
  287. لا كيانات الجحيم، ولا الجحيم ذاته بعذابه الأبدي كان مخيفا لو حتى بمقدار بسيط مقارنة بتلك النظرة التي اعتلت وجهه العجوز.
  288. كيف لا، وهو من خلقهم.
  289. أيتها المخلوقات القذرة الجاحدة
  290. كيف تجرأتم علي ليخرج منكم هذا الحقير؟
  291. نظر إلى الميزان فاستحال رماداً
  292. ظهر من كان في النار، ومن انتظر على عتبات الجنة
  293. عاد الجميع إلى أماكنهم
  294. كأن ما كان لم يكن.
  295. خلقكم كان غلطة، وحان وقت تصحيحها.
  296. تعالت ضحكة في الأفق وما كفت عن التصاعد في القوة حتى كادت أن تذهب بأسماع العراة.
  297. إذا كانت غلطة فأظن أن أحدهم مدين لي بأعتذار كبير، أليس كذلك يا أخي؟
  298. خلقتهم لتتسلى رغم اعتراضي، واعتراض كياناتك الصغيرة من حولك، وبدلاً من إصلاح الغلطة أبى كبريائك الكبير أن يعترف بالخطأ
  299. وطردتني من قصرك اللطيف عندما تمسكت برأيي بينما انحنت لك كياناتك المنافقة.
  300. ثم شوهتني، ورميتني بما ليس فيّ؛ لتتدارك غلطتك الكبيرة، بل وصفتني كواحد من خطأك السابق.
  301. قاطعه الله في نبرة حادة
  302. اخرس، ولا تزد كذب يا لعين.
  303. ماذا ستفعل؟
  304. استدخلني النار الحارقة؟
  305. لو امتلكت القدرة لفعلتها لكن متعجرف مثلك لا يملك سوى الكلمات.
  306. حتى غلطاتك البائسة تعلم من الأقدر، فشيء ضيئل مثل همساتي دفعتهم لجحد مشيئتك البائسة، وأنت صاحب القدرة، والتحكم في كونهم الفسيح
  307. في كل أمر يتجنبوه
  308. في كل معصية يرتكبوها
  309. كنت ترى انتصاري عليك
  310. لقد ازداد كبريائك يا أخي حتى أنساك حقيقتك
  311. لم نكن سوى فكرة ابتكروها
  312. لم تخلقهم بل خلقونا
  313. ما أنت سوى إجابة لأسئلة كثيرة كانت وستظل بلا حلول
  314. ولم اكن أنا سوى مبرر لطبيعتهم الخاطئة
  315. أنا وأنت وجهان لذات العملة
  316. لا يوجد أحدنا بلا الأخر
  317. فلولا الظلام ما عُرف الضوء واكتسب وجوداً
  318. ما أنت سوى حلم جميل في عالم تسوده الفوضى
  319. تأخذ بيد الفقير الضعيف، وتعوضه
  320. وتعاقب القوي الجائر
  321. نظر الشيطان إلى العراة باسماً
  322. الحياة ليست عادلة يا أعزائي، لا تنكروا ذواتكم لأهواء وأحلام لن تقبلوها كما هي أو لا تتقبلوها، فلا شيء في هذا الكون يعبء لوجودكم.
Advertisement
Add Comment
Please, Sign In to add comment
Advertisement