Advertisement
Guest User

تكملة.. أنا عايش ليه؟

a guest
Oct 16th, 2018
97
0
Never
Not a member of Pastebin yet? Sign Up, it unlocks many cool features!
text 12.30 KB | None | 0 0
  1. ولو كده إيه اللي يخلّي الحياة تستحقّ إنّها تتعاش؟ إيه اللي يخلّيني أحبّ أو أكره؟ إيه اللي يخلّيني أحط غاية ليّ عايز أحقّقها مع نفسي أو مع علاقتي بغيري طالما الحياة نفسها ملهاش أيّ غاية! بل إيه اللي يخلّيني أصحى كلّ يوم من النّوم وأقوم من السّرير وأتخلّى عن راحتي وأواصل سعيي وأتحمّل المعاناة والتّعب والقرف ده! وإيه يخلّيني لما أمرض أسعى للعلاج؟ إيه اللي يخلّيني أحافظ على بقائي وأطوّر أساليب كمان للحفاظ عليه أكتر؟ أو إيه اللي يخلّيني أؤمن بالأخلاق وأتذوّق قِيم الحقّ والخير والجمال وأحس إنّي إنسان.. طالما ده في النّهاية ملوش أيّ معنى أو غاية! مهو بالشّكل ده اللي عاش زيّ اللي مات واللي بيعمل خير زي اللي بيعمل شرّ.. أو عذرًا.. هوّ بالشكل ده مفيش خير ولا شرّ أصلًا ولا صحّ ولا غلط ولا حلو ولا وحش.. ووقتها الحاجة الوحيدة الموجودة هيّ أن مفيش حاجة موجودة ")
  2. إيه اللي يخلّيني أصلًا أكتب كلّ الكلام ده أو يخلّيك تسعى للوصول لإجابة؟..
  3.  
  4. وعلى ذلك فـ نقدر بكلّ بكلّ يقين نرفض الاحتمال ده ونثبت بشكل غير مباشر الاحتمال الآخر.. ولو حدّ معترض.. فبسأله بمنتهى البساطة: وإيه الغاية من اعتراضك طالما أنت بتقبل احتمال أن مفيش غاية من أيّ حاجة؟ :")
  5.  
  6. وفي الحالة دي.. بما أن فيه مقصَد ورا وجودنا بيدّي لحياة كلّ واحد فينا أهمّية وبيمنح لكل شئ غاية.. نقدر بقى نسأل السّؤال اللي بعده "إيه الغَاية من حياتِي؟"..
  7. ومحتاجين في سياق الإجابة نحدّد إيه هيّ الحياة؟ وإحنا مين في الحياة؟
  8.  
  9. معظم محاولات الإجابة لسؤال إيه هيّ الحياة بينظر ليها من منظور أحادي.. زي منظور أن الحياة ظاهرة بيولوجيّة.. بالتّالي هيكون معنى الحياة هوّ إشباع الاحتياجات البيولوجية وأداء الوظايف وتطوير المهارات اللي تحافظ على بقاؤه أكتر.. ولكن المنظور ده مش بيكون كافي لإشباع جانب الذّوق والفنّ والتّجريد فينا اللي خارج عن حدود المادّة البيولوجيّة لأن مفهوم الحياة مش مقتصر على فهم مجموع المكونات الكميائية للكائن الحي.. فيه ناس بتعتبر الحياة ظاهرة ديناميكيّة أو دَيالكتيّة "جدليّة متناقضة" أنّه شويّة أفكار ومكوّنات بتتفاعل مع الطّبيعة والبيئة الخارجية بغاية البقاء للأنسب والوصول لحالات أصلح.. وده فضلًا عن كونه بيقع في نفس إشكاليّة المنظور اللي قبله فالمبدأ ده بيخلّي الحياة حلقة مفرّغة من التّغير والعشوائية ملهاش جوهر مُستقرّ أو وِجهة واضحة.. فضلًا أنّه مش بيفسّر الجانب الإبداعي فينا لأن الإنسان لو كان مجرّد مادّة حيّة متفاعلة بس فمفروض كان يبقى زيّه زي غيره من المواد الحيّة اللي في الطّبيعة في صراع الاستهلاك.. لكن الإنسان عنده عامل مختلف وهوّ عامل الإنتاج والاختراع وتراكم المعرفة..
  10.  
  11. وده يخلّينا نسأل طيّب طالما إحنا كائنات مختلفة.. يبقى أكيد اللي بيدّينا هُويّتنا واللي بيدّي معنى لحياتنا حاجة ليها علاقة بالاختلاف ده.. الاختلاف ده موجود على مستوى البيولوجي سواء كـ مكوَّن جيني أو عضوي زي الـprefrontal cortex.. والاختلاف ده موجود بردو على المستوي السيكولوجي في وظايف زيّ التفكير والتّعقّل.. والاختلاف ده موجود على المستوى الوِجداني زي ذوق الفنّ والجمال والوازع الأخلاقي..
  12.  
  13. مينفعش نختزل منظور واحد بس لتصوّر الحياة أو لتصوّر اختلافنا عن باقي الكائنات في الحياة.. الحياة محصّلة من البيولوجي وجدليّة الأفكار والتّفاعل مع الطّبيعة المحيطة والحِس الماورائي بردو.. محصّلة من الجانب المادّي والمثالي.. والإنسان مش كائن مختلف في جانب واحد بس.. لكن اختلافه يشمل الجانب البيولوجي والسيكولوجي والوجداني..
  14.  
  15. الإنسان اه فيه جزء منّه ليه طبيعة حيوانيّة بتحتاج وبتستهلك.. لكنّه أيضًا كائن أخلاقي بيحقّق الاحتياج والاستهلاك ده بشكل مختلف عنهم تحت مظلّة ومرجعيّة أخلاقية.. وعنده وِجدان وحس وتذوّق روحي للفن والأدب.. الإنسان كائن اجتماعي عنده لُغة وثقافة وسلوك عُرفي في مجتمعه البشري.. والإنسان بردو كائن استنادي معتمد فـ وجوده على غيره.. معتمد أوّل على الوقت لأنّه كائن وجوده محدود ومعتمد على الموارد اللازمة لبقاؤه لاحتياجه البيولوجي ومعتمد على علاقاته وعلى وجوده الخارجي لاحتياجه الشّعوري ومُعتمد على مرجعيّة أو مصدر قِيمي وأخلاقي بيدّي معنى لسعيُه..
  16.  
  17. قديمًا كان المناطقة بيعرّفوا الإنسان أنّه "حيوان ناطق" بيستخدم المنطق في تفكيره يعني.. لكن التّعريف ده مبقاش كافي أوي للإنسان المعاصر في ظلّ المعرفة الكبيرة بعلم النّفس والمؤثّرات اللي بتخلّي المنطق شئ موجّه ذاتي مش دايمًا موضوعي.. فلذلك نقدر نقول هوّ كائن متعقّل عنده القدرة على التّمنطق والتّحليل والنّقد والتخطيط والتّجريد ليصل لمرحلة الكائن العاقل.. لكن مش بالضرورة كلّ إنسان بدون أي مجهود يكون مُحصّل المهارات الفكرية دي لأنها اكتسابية فلذلك بنقول متعقّل بدل عاقل.. والإنسان المُعاصر بردو كائن مدني.. مواطن عايش في دولة وليه جنسيّة بتدّيه حقوق وتطلب منه واجبات فمشاركته في الحياة المدنيّة وإيمانه ونضاله عن الحريّة والكرامة والعدالة حتى لو بصورة ضئيلة لكنّه مكوّن من مكوّنات الإنسان المعاصر بيشارك في رسم المعنى العام لحياته..
  18.  
  19. على تباين الثّقافات بين البشر كانت إجابات "سؤال إيه الغاية من حياتي؟" على اختلافها على مرّ التاريخ المعروف فيها عامل مشترك.. أن المعنى لحياة الإنسان موجود في حاجة أكبر من الإنسان.. وأن اتّصال الإنسان أو ارتباطه بالحاجة دي بيحقّق المعنى من حياته.. وبما أنّنا قلنا أن الإنسان وجوده بشكل كلّي ليه غاية.. فإيه يا ترى مصدر الغاية دي؟ هل هيكون منطقي الغاية دي تكون موجودة مجرّدة بدون عقل مُطلق بيحفظها؟.. نفس العقل المُطلق اللي أوجد الوجود الإنساني وأوجد الغاية..ووقتها هيكون منطقي أن الإنسان بعقله النّسبي يتّصل بالعقل المطلق ده عشان يحقّق ويدرك الغاية دي..
  20.  
  21. فلذلك الإنسان قبل كلّ ده هو "مخلوق".. بيستمدّ مرجعيّته الأخلاقيّة "الموضوعيّة" من الإله "العقل المُطلق".. ولأن المرجعية الأخلاقية بتخلق ليه منظومة قِيم فبيستمدّ المعنى بالتّحلي بالشّيم والفضائل.. وبيستمدّ المعنى من التّكريس والانضباط والتّحكم في الذّات امتثالًا للعقل المُطلق.. ولأن العقل المطلق هو مصدر كل قِيم الكمال بالنّسباله ومصدر الحقّ والجمال فطبيعي لما يواجه معاناة أو ألم حتى لو مش فاهم بإدراكه النّسبي ده ليه؟ هوّ واثق في إدراك العقل المطلق فـ بيستمدّ المعنى بالتّسليم.. وفي نفس الوقت لأنّه كائن استنادي للوقت ووجوده محدود.. فالموت هوّ اللي بيخلّي لكل لحظة في حياته قِيمة.. لأن أنا لو عايش للأبد يبقى مفيش مشكلة أضيّع وقتي ").. لكن محدودية وجود الإنسان هي سرّ معنى كل لحظة في حياته.. زي وأنا بكتب الأنسر دي.. بعتبرها فعل قِيمي بيدّي معنى لحياتي.. لأن مرجعيّتي الأخلاقيّة اللي بستمدّ منها غاية وجودي بتقولّي (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) ")
  22.  
  23. فأخيرًا نقدر نحطّ الصورة الاخيرة للسّؤال وإحنا فاهمين كلّ مكوّناته "إيه الغاية من حياتي كإنسان؟" ونقدر نجاوب بأننا نقول ببساطة الغاية تُدرك عند أداء الوظيفة..
  24.  
  25. دلوقتي لو سألتك إيه وظيفة السّكينة؟ هتقولّي ده متوقّف على تعريف ماهيّة السّكينة.. السّكينة هي شريحة مُصمّمة من المعدن ليها طرف حادّ ومدبّبة.. يبقى بالتّالي وظيفتها "التّقطيع" والقتل أحيانًا D"
  26. طيّب.. دلوقتي لو ادّيتك سكّينة أ وسكّينة ب.. (أ) مصنوعة من الماس لكنّها تحفة فنّية تتشاف بس لكن مش بتقدر تقطّع طماطماية حتّى.. و(ب) مصنوعة من الخشب لكنّها بتقطّع اللحمة.. السّكّينة في الأساس ماهيّتها وتصميمها بيقول أن وظيفتها التّقطيع.. وعشان أحكم عليها بكونها بتحقّق الغاية من وجودها أو لأ فـ مليش دعوة بقى بالصّفات التّانية لكن أعنى بالوظيفة.. فلذلك (ب) هتكون هيّ السّكينة اللي بتحقّق الغاية والمعنى من وجودها..
  27.  
  28. فلذلك يبقى إجابة السّؤال "إيه الغاية من حياتي كإنسان؟" هوّ أنّك تؤدّي الوظيفة اللي اتوجدت عشانها.. وإيه الوظيفة؟ ده متوقّف على تعريف ماهيّتك كإنسان ")
  29.  
  30. وبناءًا على كل اللي فوق.. نجمل بأن الإنسان هو: "مخلوق اجتماعي استنادي مدني أخلاقي مُتعقّل".. ولمّا يؤدّي وظيفته كـ مخلوق وكائن اجتماعي وكائن استنادي وكائن أخلاقي وكائن متعقّل.. بدون ما يخلّي جانب يطغى على الآخر أو قيمة تطغى على مادة أو مادة تطغى على قيمة.. لكن باتّزان جميع الدّواير وجميع المكوّنات اللي بتشكّله.. وقتها يدرك الإنسان المعنى ويحقّق الغاية من حياته :")
Advertisement
Add Comment
Please, Sign In to add comment
Advertisement