بسم الله الرحمن الرحيم
الثامن عشر من  ربيع الأول 1441هـ - الحادي عشر من نوفمبر 2019م

السلام عليك و رحمة الله و بركاته:-

مر شهر اليوم على وجه التقريب منذ خطبة مشعل العصماء في آخر أيام مسك ، و ما تبعها من تكوين فرق بهدف التعاضد لتحقيق أهداف أفراده. كنت أنت جزءًا من مجموعتي ، لذا ها أنا ذا أكتب لك وفاءً لذلك الوعد. أعتذر بداية عن الكتابة بلغة منفلوطية كهذه ، و بإمكانك طبعًا الرد بأي لغة أو شكل أحببت ، و لكن تعزيز حرفي العربي كان أحد الأهداف التي ذكرتها في ملتقى طلبة مسك و لذا بدت العربية الفصحى الخيار الأمثل هنا.

على عكسك لم ابدأ بالدراسة بعد ، و شهر يناير القادم هو الأول في مسيرتي الماجستيرية ي جامعة دوك بإذن الله ، و بالتالي تخلوا رسالتي هذه من المعاناة في معترك الجامعة التي أتصور غرقك فيها حتى الأذنين الآن. أمضيت شهري الماضي متنقلًا حول أمريكا بعد نهاية ملتقى مسك ، مستغلًا وقت فراغي للتدوين عن رحلتي السابقة في سيبيريا على القطارالسيبيري. أنا منخرط منذ عدة سنين في التدوين الفصيح المطول في أدب الرحلة ، و قد تجد شيئًا من هذا في مدونتي الإلكترونية ، و أرجو أن أكتب يومًا ما أجده مناسبًا للنشر من حيث الكم و الجودة. تواصل معي قبل عدة شهور أحد الناشرين عارضًا علي كتابة كتاب عن رحلة ركايب التي قطعت فيها الربع الخالي على ظهور الإبل ، و وافقته دون موعد نهائي. يؤسفني الإعتراف بأن حماسي في كتابة ذاك الكتاب تشتت إلى مشاريع أخرى بعد إنهاء فصله الخامس ، و لذا أرجو منك إجباري على المواصلة (بالراحة) لو استمرت هذه المراسلة الشهرية كما أراد مشعل. بشكل مماثل انخرطت هاته الأيام مع عدد من مجتمعات الرحالة و كتاب في السعودية أذكر منها مجتمع كتابي و بانغيا في مدينة الرياض ، و حضرت كضيف في بودكاستين اثنين. أرجو من الله أن يكون في معاشرة هؤلاء القوم أربعين يومًا طريق ليصير المرء منهم.

انتهيت قبل كتابة هذه الرسالة من مراجعة المنهج التدريبي لطلبة أولمبياد الحاسب الألي مع مؤسسة موهبة التعليمية ، و سيبدأ ملتقانا التدريبي بعد الغد بإذن الله بكوني أحد المدربين المعتمدين. أولمبياد الحاسب ، و الأولمبيادات عمومًا ، هي مشروع بدأته عن محبة مع اليزيد البسيوني ، و أطمح من وراءه إلى تكوين مجتمع علمي سعودي مترابط في هذا المجال أكثر من الفوز بالميداليات البرونزية و الذهبية. تواصلي مع المسؤولين في مؤسسة موهبة الآن حول هذا الأمر يملؤني بالقلق ، فاختلافاتنا كثيرة جميعها عن هذه النقطة بالضبط. و حيثما يحاول المسؤولون هناك استخراج من يحضى من الطلبة بموهبة غريزية في هذا المجال ، أحاول أنا صنع برنامج يحبب الطلبة في هذا المجال العلمي خارج سياق المسابقات الدولية و يركز أكثر على صنع الموهبة في جميع الطلبة و لو استغرق هذا وقتًا و مالًا أكثر. بدلًا عن تشتيت جهودي في محاولة إقناعهم بتغيير البرنامج ككل ، قررت التركيز على محاولة إقناعهم بتغيير أسلوب الترشيح و الإختبارات التأهيلية بين المراحل التدريبية لا أكثر. أعمل حاليًا على تقديم ملف مفصل بوضح طريقتي المغايرة المقترحة ، و أرجو أن أنهيه و أرسله لهم قبل نهاية الشهر القادم بإذن الله.

على صعيد الدراسة الجامعية و استعدادي لها ، تلقيت لتوي قرار الإبتعاث بعد جهد جهيد أضمن أنك قد مررت بمثله ، و أنتظر الآن قرار الإركاب و تذكرتي إلى كارولاينا الشمالية حيث جامعة دوك في النصف الثاني من ديسمبر بإذن الله ليتسنى لي الاستقرار في المدينة قبل بداية الدراسة بفترة كافية. أكافح الآن لإنهاء جميع مشاريعي و أموري المتعلقة مع أرامكو قبل موعد بداية الدراسة ، كما أحاول إيجاد ما يكفي من الوقت لمراجعة ما لم استعمله من دراستي الجامعية خلال عملي مع أرامكو. هناك بون شاسع بين المهارات التي يتعلمها المرء في المعقل الجامعي و تلك التي يستعملها في العمل ، و العودة إلى أحدهما بعد الإنخراط مع الأخر بشكل مطول يتطلب شحذ ما لم تستعمله من الأدوات منذ عدة سنين. لانشغالي الشديد حاليًا ، لم يتحنى لي الوقت حتى لمباحثة ما أحتاج لمراجعته مع نفسي ، و قد يكون ديسمبر فرصتي الأخيرة لفعل هذا.

كانت هذه أخباري لهذا الشهر و آمالي للشهر القادم إن تجاوزنا سفاسف الأمور ، و أرجو من الله أن ييسر سيران الأمور كما أحيكها في بالي أو يفاجئني بما هو أجمل. و الآن أترك لك الفرصة و الساحة. أوجدت الحياة الجامعية كما تحب؟ و أي صعاب واجهت و قهرت الشهر الماضي ، و أيها توفرين للشهر اللاحق؟ خبرني عن أحوالك و لا تتردي في طلب أي مساعدة كانت و إن كنت واثقًا من قدرتك على شق الطرق وحدك.

بكل إخلاص:-
عمر الصغير


ملاحظة: أعتقد أن طبيعة هذه الرسالة تناسب البريد أكثر من مواقع التواصل ، لذا أرجو منك إعلامي بعنوان بريدك الإلكتروني.