/**/التريخ/**/ بسم الله الرحمن الرحيم بعد الحمد والشكر لله والصلاة على رسوله أقول: إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم بمعرفة بعض الحقائق المرة. فلقد لبث الإخوة من القاعدة في الصومال لمدة عقدين من الزمن ولم يستطيعوا تغيير الوضع كثير الشيء رغم الجهود الجبارة. وهذا لسبب الطبع الصومالي الذي يمنع من التدخل الخارجي ويمنع من الاقتراحات من الغير. بل هم أهل مكة وهم أدرى بشعابها ولا يعرف القيادة أحد مثلهم! وكما تعرفون الجهاد مر أطوارا منذ سقوط حكومة سياد بري. وكان رؤساء الجهاد في الوقت المبكر من الجهاد الشيخ حسن تركي والشيخ حسن ظاهر أويس. وكانا يتعاملان مع الإخوة على الأساس التعاون على البر والتقوى (ما دام زمام الأمور في أيديهما!). وهذا الزمان شاهد وجود رجال مثل العييري والمقرن على أرض الصومال وكذلك شاهد وجود رجال أمثال أبي حفص المصري وفازول (كما كتب في كتابه التاريخي). وكانت الجماعة الممثلة للمجاهدين الصوماليين في ذاك الوقت جماعة باسم الاتحاد الاسلامي وأنشائوا جبهات في (جيدو) و(بوصاصو) و(مقديشو) و(أوجدين). وكان أبو طلحة السوداني أيضا موجود في ذاك الوقت في بوصاصو حسب ما سمعت من الأنصار. ثم بعد حدوث بعض الخسائر وتدخل الأمريكان أخذ هؤلاء القرار بأن يتفرقوا وأن يدفنوا الأسلحة (وكان السبب الأساسي في ذلك هيمنة بعض السروريين وأصحاب المصالح على قيادة الجهاد). فتفقرقوا ولكن الجهاد استمر في (جيدو) و(أوجدين) فترة من الزمن وفي مقديشو (حيث حصل سقوط المروحيات) وأيضا كان للشيخ حسن تركي معسكر في راس كيامبوني وكانت القاعدة تدعم هذا المعسكر اقتصاديا. ثم بعد فترة نشأ حسن ظاهر أويس جماعة اسمها الاعتصام وكانت مثل الاتحاد في كل شيء ولكنها لم تنتج أي شيء كبير. إلا أن حسن ظاهر أويس كان يسعى في ذاك الوقت في حشد القبائل حول الشريعة وهذه النشاطات أدت إلى تكوين بعض المحاكم الإسلامية التي اجتمعت تحت غطاء اتحاد المحاكم الإسلامية في 2006. هذه هي المرحلة الأولى من الجهاد في الصومال المتصف بوجود رجال القاعدة بكثرة والمتصف بوجود دور حقيقي للقاعدة (ما دامت الأمور الداخلية في أيدي حسن تركي وحسن ظاهر). أما المرحلة الجديدة فهي عبارة عن بروز الرجال الذين كانوا كتلاميذ حسن ظاهر أويس إلى مناصب القيادة. ومنهم أبو منصور مختار روبو وآدم حاشي عيرو وغيرهما. والفرق بينهم وبين حسن ظاهر أنهم ذهبوا إلى أفغانستان وشربوا بعض الأفكار العالمية. لأن الجهاد الصومالي في المرحلة الأولى كان محليا بحتا. أما دخول أبي الزبير في القضية فسيرته غامضة بعض الشيء لأنه كان في باكستان أيام الروس ولا أحد يعرف بيقين هل شارك في الجهاد أم مكث في بيشاور فقط. ثم ذهب إلى (هرجيسا) حيث كان يدعو إلى الجهاد والعقيدة الصحيحة ويحاول في إنشاء بعض الأعمال هناك. ولكن طبيعة (صومالي لاند) يختلف عن طبيعة الجنوب من ناحية النظام والولاء الشديد للكفار. فاضطر إلى الذهاب إلى الجنوب واجتمع هناك مع آدم حاشي عيرو وكون معسركا جديدا في مقديشو باسم (معسكر صلاح الدين). وهذا في السنوات ما بين 2001 وما بين 2006. وغالبا حول 2002 و2003. وحسب ما فهمت من الانصار كان أبو الزبير هو أمير هؤلاء الرجال من بداية انشاء معسكر صلاح الدين ولم يكن آدم حاشي عيرو أميرا. بل كان هو النائب أو الأمير العسكري. وكان الغرض وراء هذا المعسكر, رغم تأثر البعض بأفكار القاعدة, مجرد التدريب لأجل العمل في داخل الصومال فقط. وبعد فترة سيطروا على مواقع مهمة في مقديشو وخاف منهم أمراء الحرب. بل خاف الأمريكان وتسارعوا إلى دعم هؤلاء المجرمين ضد المجاهدين لغرض أسرهم أو قتلهم. ولكن معسكر صلاح الدين لم يكن المعسكر الوحيد أو الجماعة الوحيدة في الساحة. بل كان هناك معسكر راس كيامبوني وبعض المعسكرات الصغيرة في مقديشو (كثل ياقشيد ومعاذ بن جبل) وكانت القاعدة أيضا موجودة. وهنا ألوم الإخوة من القاعدة بعض الشيء (وأقصد أبا طلحة السوداني وأبا عبد الله وفازول والنبهان) لأنهم رغم نياتهم الصادقة (كما نحسب والله حسيبهم) نشأ في تلك البيئة الشعور التنافسي بينهم وبين معسكر صلاح الدين. وأكثر الحمل على الأنصار في ذلك لأنهم لا يقبلون المساعدة وأيضا لا يقبلون العمل في غير جماعتهم ولكن كان من المفترض أن يكون عمل القاعدة في الصومال لغرض خارجي فقط من البداية. والمهم من هذا أن كثيرا من الشباب الصوماليين احتفوا حول أبي طلحة السوداني لأجل ما للقاعدة من شهرة ومنهج وهذا سبب بعض الحسد في قلوب معسكر صلاح الدين. وقيل لي أن أبا الزبير كان يبحث عن فتوى لقتل أبي طلحة منذ ذاك الوقت. والله أعلم بالصواب. وأخيرا, ربما لأجل هذه الفرقة, ذهب الإخوة من القاعدة إلى راس كيامبوني للتركيز على تدريب الإخوة الصوماليين الكينيين لكي يقوموا بالعمليات الخارجية. ورغم محاولات من البعض (كمثل الشيخ فؤاد) للإيجاد الوحدة بين معسكر صلاح الدين والقاعدة لم يتم ذلك إلا قريب من 2006 عند القتال الكبير وتكوين المحاكم. فاجتعوا لأول مرة تحت اسم (الشباب). وذلك قبل تكوين حركة الشباب المجاهدين في سنة 2008 التي هي عبارة عن معسكر صلاح الدين فقط. ويجدر بالذكر هنا أن الربط بين الإخوة من القاعدة وبين الشيخ حسن تركي لم يكن لأجل ما في حسن تركي من منهج صاف. بل كان يميل إلى الفكر الإخواني وكان فيه بعض ملامح الوطنية والقبلية عفى الله عنا وعنه. ولكنه شديد الحب للمهاجرين (ما لم يؤثر عليه من حوله) وكان يحترم الإخوة من القاعدة جدا ويسمع منهم ويثق فيهم. فعندما نقول معسكر راس كيامبوني لا بد من الفهم بأن هناك حسن تركي وأجنداته وأجندات من حوله من رجال القبيلة وايضا هناك القاعدة وخططهم ونشاطاتهم. فذهب الإخوة من القاعدة (مع من تدرب في المعسكر) مع رجال حسن تركي إلى مقديشو للمشاركة في الحرب وهنا ألوم الإخوة أيضا بعض الشيء. لأن الوضع لم يتغير في تلك السنين بالنسبة للحسد الموجود في قلوب معسكر صلاح الدين والتاريخ أثبت أن الصوماليين عامة لا يريدون أي تدخل من قبل القاعدة أو الاجانب في الشؤون الداخلية. فكان عليهم الاستمرار في التدريب والتخطيط وكان يكفي من ذلك مجرد إرسال حسن تركي ومن معه إلى مقديشو للمشاركة في الجهاد المحلي. وأخاف أن حسن تركي كان يطمع في بعض المناصب والقوة لو شارك في القتال بفعالية فحرض الإخوة من القاعدة على المشاركة معه بدعايات عدم تخذيل المجاهدين. والله أعلم بالسرائر. وفي تلك المعارك استمر روح التنافس بين الجانبين (رغم وحدة الصفوف في أكثر الأحيان لأجل الأزمة) فقد ذكر لي أبو عبد الله السوداني بعض المواقف حيث كان واضحا منه أنه كان ينافس آدم حاشي عيرو في بعض المعارك. وفي نهاية القتال جاء وقت تقسيم المناصب ورجع الجو إلى ما كان عليه من الشحناء. فهنا لا أدري ماذا أقول عن تصرفات الإخوة من القاعدة. فقد تفرقوا في ما بين أنفسهم ولم يحققوا أي استراتجية ملموسة. ففي حين دخول معسكر صلاح الدين في المناصب بقوة (حيث كان أبو الزبير يشغل منصب سكرتير الشيخ شريف! ونائبه الحالي كان مسؤول الامن الداخلي وهلم جرا) كان أبو طلحة وأبو عبد الله يركزان على قتال المحتل بالجيوش العظيمة (شبه حرب نظامية). فتركوا المناصب في مقديشو في أيدي من لا يوافقهم في كثير من الأمور المنهجية والاستراتجية. وهذا أدى إلى تخذيل هؤلاء الأمراء للجيش حين استعصى أبو عبد الله على أمر شريف واستمر في التقدم إلى (بيدوا) رغم الأمر بالبقاء. فجوابا على ذلك قطع شريف عليهم التمويل وترك الجيش يعتمد على الغنائم فقط (مع أن لكل أمير في مقديشو سيارة فاخرة من الغنائم وراتب جيد). وقبل ذلك, حيث فهم أبو طلحة اللعبة أخيرا, أخذ جيشا كبيرا من الصوماليين وبعض المهاجرين (وكنت معهم رغم جهلي بالوضع) وذهب إلى (كسمايو) حيث أعلن معسكر راس كيامبوني استقلالهم من المحاكم وتمركزهم في منطقة (جوبا). (وقد يكون هذا أيضا من الدواعي لتصفية أبي طلحة رحمه الله). وأما فازول والنبهان فأرادا التقرب إلى الشيخ شريف (ومن ثم رجال معسكر صلاح الدين) لاجل الحصول على التمويل اللازم للقيام بعمليات خارجية. ففي مثل هذا الوضع الحرج جاء أخبار الانسحاب وهرب أصحاب المصالح مع الأموال والمناصب وتركوا الجنود في حيرة من أمرهم واضطر كل خصم إلى التعايش مع خصمه في الغابة (وربما سبب هذا الوضع المبادرة من بعضهم إلى تصفية الحساب في ما بين أنفسهم والله أعلم). وكان أبو الزبير مع أبي عبد الله السوداني في الغابة إلى حد ثم رجع إلى المدن في وقت مبكر بعد انسحاب الأحباش من الغابات. ثم جاءنا أبو الزبير وجماعته في راس كيامبوني بعد خروج أبي منصور البيحاني وجلست معه (لأنني عرفته سابقا حيث كان من القائمين على الجيش في معركة جلب رغم التدبير السيء وعدم المشاركة في القتال) ولكنني لم أفهم في ذاك الوقت السياسات التي كانت تدور. جاءوا في ذاك الوقت لأجل المصالحة مع راس كيامبوني لأن الأرض كله بيد العدو وكانوا لا يريدون الدخول مع العلمانيين في (أسمرا). ولكن رفض حسن تركي طلباتهم ودخل في جماعة (أسمرا). فخرج رجال معسكر صلاح الدين إلى المدن التي كان يسيطر عليها قاطع طريق باسم (اندعدي) الذي كان يحميهم من الأحباش والمرتدين. وكان هذا الرجل يقاتل الأحباش في معارك طاحنة وكان يحبه ابو عبد الله السوداني لأجل ذلك ولكنه صاحب مصالح وارتد أخيرا وما زال مرتدا. والله المستعان. ومن هنا تعرفون بقية القصة. والغرض من هذا كله إحاطتكم بأن التنافس في الصومال (ما بين الصوماليين أنفسهم وما بين الصوماليين والقاعدة وما بين رجال القاعدة أنفسهم) شيء طبيعي جدا وما زال مستمرا للأسف الشديد. ورغم الدعايات من بعض الصوماليين بأنهم مع ركب الجهاد العالمي فأفعالهم في الماضي وفي الحاضر يدل على أنهم لا يريدون غير العمل الداخلي لأغراض محلية. ولا يخرجون من الصومال إلا لما في مصلحة الصومال دون مصلحة الجهاد العالمي. ورغم الدعايات بأنهم على فكر القاعدة, هم الذين طردوا القاعدة من الصومال والحق يقال أن حسن تركي وحسن ظاهر أويس (رغم ما فيهم من الأخطاء الشنيعة) كانا أفضل تعاملا مع رجال القاعدة منهم. وكان يجب علي بيان هذا الحال وهذه الحقائق بعد الرسالة التي نشرتها في الانترنت عن منهج حركة الشباب المجاهدين بعد الخروج من معسكر راس كيامبوني. وإنما كنت مغرورا بالشعارات والكلامات الجميلة ولم أكن أعرف الحقائق كما لم يعرفها رجال القاعدة حق المعرفة إلا بعد اقتراب أجلهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحله أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين